بشير عبد الفتاح: مفاوضات واشنطن وطهران انتقال سلس من السياسة إلى التقنية

تشهد المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تطورًا ملحوظًا، مع انتقالها من الطابع السياسي الاستكشافي إلى الطابع التقني.
جاء ذلك بحسب ما أكده الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث بمؤسسة “الأهرام”، خلال مداخلته مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي"، عبر شاشة "القاهرة الإخبارية".
مسار تفاوضي سلس
أوضح “عبدالفتاح” أن جولة المفاوضات الحالية تسير حتى الآن بسلاسة لافتة، دون تسجيل أي تأجيلات أو تراجعات من أي من الطرفين.
وأكد أن التصريحات الرسمية الصادرة عن واشنطن وطهران تحمل نبرة إيجابية توحي بأن المسار التفاوضي ماضٍ في الاتجاه الصحيح، رغم تعقيدات المشهد السياسي والتاريخ الطويل من التوترات بين الجانبين.
وأضاف أن استمرار التواصل بهذه الوتيرة الإيجابية يعزز الآمال في إمكانية تحقيق تقدم ملموس، وإن كان الحسم النهائي لبعض القضايا الخلافية لا يزال بعيد المنال.
قضايا عالقة منذ 2015
سلط الباحث الضوء على أن عددا من القضايا التي كانت محور الخلاف منذ توقيع الاتفاق النووي الأول عام 2015 لا تزال تراوح مكانها، وفي مقدمتها البرنامج الصاروخي الإيراني، مشيرًا إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2231، الصادر بالتزامن مع الاتفاق النووي، احتوى على إشارات لتقييد البرنامج الصاروخي الإيراني، إلا أن طهران دأبت على إنكار أي التزامات صريحة بهذا الشأن.
وأوضح عبدالفتاح أن إيران ترفض إدراج برنامجها الصاروخي ضمن بنود أي اتفاق جديد، معتبرة أن القرار الأممي لم يتعرض للبرنامج بشكل مباشر، بينما تصر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على ضرورة تضمين قيود واضحة تحدّ من تطويره.
تخصيب اليورانيوم
إلى جانب الملف الصاروخي، أشار عبدالفتاح إلى أن مسألة تخصيب اليورانيوم تمثل نقطة خلاف رئيسية أخرى تعيق تقدم المفاوضات، مبينًا أن واشنطن تطالب بوقف استخدام وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لدى إيران، إضافة إلى الحد من نسبة ومستويات تخصيب اليورانيوم، لما لذلك من تأثير مباشر على قدرة طهران على امتلاك برنامج نووي عسكري محتمل.
وأضاف أن إيران، في المقابل، تتمسك بحقها في تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية، ما يجعل هذه النقطة بالغة الحساسية وتستدعي حذرًا شديدًا في إدارة الحوار حولها.

مستقبل المفاوضات
واختتم الدكتور بشير عبدالفتاح تحليله بالتأكيد على أن مستقبل المفاوضات لا يزال يكتنفه قدر من الغموض، رغم الأجواء الإيجابية السائدة حاليًا، مشددً على أن الوصول إلى اتفاق نهائي يتطلب إرادة سياسية صلبة من الجانبين، مع تقديم تنازلات مؤلمة في الملفات الأكثر تعقيدًا.
وحذّر من أن استمرار الخلافات حول القضايا الجوهرية قد يؤدي إلى جولات تفاوضية أطول وأصعب، لكنه في الوقت ذاته، أكد أن زخم المفاوضات الجارية يبعث برسائل طمأنة نسبية للمجتمع الدولي بشأن احتمالية تجنب مزيد من التصعيد في المنطقة.