«الدعم السريع» يحاول النهوض
نُفذت بطائرات مسيرة.. انفجارات تهز أكبر قاعدة جوية للجيش السوداني في أم درمان

شهدت منطقة شمال أم درمان في ساعة مبكرة من صباح السبت انفجارات عنيفة استهدفت قاعدة «وادي سيدنا» الجوية، كبرى القواعد التابعة للجيش السوداني، مما أدى إلى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان، دون صدور تعليق رسمي من السلطات العسكرية حول الحادث.
وأفاد المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، في تدوينة عبر منصة «إكس»، بأن الهجوم أسفر عن تدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيَّرات، بالإضافة إلى مخازن للأسلحة والذخائر، معتبراً أن العملية تمثل «دخول الحرب مرحلة جديدة»، ومهدداً باستهداف مواقع استراتيجية أخرى، من بينها مدينة بورتسودان.
ورُصدت أضواء طائرات مسيَّرة في سماء محلية كرري شمال أم درمان قبيل الانفجارات التي أدت إلى تصاعد ألسنة اللهب من داخل القاعدة. وتداول سكان محليون عبر موقع «فيسبوك» تقديرات بأن الضربات نُفذت بواسطة طائرات مسيَّرة، دون توفر تفاصيل دقيقة عن حجم الأضرار.
وتُعد قاعدة «وادي سيدنا»، الواقعة على بُعد نحو 22 كيلومتراً شمال الخرطوم، مركزاً رئيسياً للعمليات العسكرية للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، وتضم واحداً من أقدم المطارات العسكرية في البلاد، الذي تأسس عام 1967 أثناء حرب العرب مع إسرائيل، وأطلق عليه حينها اسم قاعدة «ناصر الجوية» تكريماً للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
استهداف موازٍ للكلية الحربية
بالتزامن مع استهداف قاعدة وادي سيدنا، تعرض مقر الكلية الحربية المجاور لهجمات مشابهة بالمسيَّرات، وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي لحظات الانفجار، في ظل تصاعد الانتقادات لضعف قدرة الجيش السوداني على التصدي لتكتيكات الطائرات المسيَّرة، خاصة في المناطق الشمالية التي كانت حتى وقت قريب بعيدة عن المواجهات المباشرة.
وشهدت الأسابيع الماضية تصعيداً مماثلاً، إذ استهدفت قوات الدعم السريع عبر المسيَّرات منشآت حيوية من بينها محطات كهرباء ومطارات ومستودعات وقود في دنقلا ومروي وعطبرة وشندي، ما تسبب في أضرار جسيمة وانقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في ولايات شمال وشرق ووسط السودان، بما فيها مدينة بورتسودان الساحلية.
ويرجح مراقبون أن قوات الدعم السريع حصلت على طائرات مسيَّرة متطورة، يصعب إسقاطها باستخدام الوسائل الدفاعية التقليدية المتوفرة لدى الجيش السوداني.
الخارجية السودانية تدين الهجمات
في سياق متصل، أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجمات التي استهدفت، الجمعة، مركز إيواء للنازحين بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً بينهم أربعة من أسرة واحدة، إضافة إلى استهداف محطة كهرباء تحويلية بالمدينة.
ووصفت الخارجية السودانية، في بيان رسمي، الهجمات بأنها «جرائم إرهابية» نفذتها «ميليشيات الدعم السريع» باستخدام مسيَّرات حديثة، معتبرة أن هذه الهجمات تأتي عقب «هزائم ميدانية» منيت بها القوات المهاجمة، ومساعٍ لتعطيل البنى التحتية الأساسية مثل المياه والكهرباء والمستشفيات.
وأشار البيان إلى أن التصعيد الأخير يأتي في وقت جدد فيه مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة مطالبهما بوقف الهجمات على النازحين ورفع الحصار عن مدينة الفاشر. وطالبت الخارجية السودانية المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حازمة لضمان محاسبة المتورطين.
يُذكر أن الهجوم الذي استهدف مدينة عطبرة تسبب في انقطاع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، وهو الهجوم الرابع الذي تتعرض له المدينة منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل نحو عامين.