"دعوة القديس متى".. ما هي لوحة البابا فرنسيس المفضلة؟

من بين العديد من الأعمال الفنية التي تحتفظ بها كنيسة الفاتيكان والمتاحف حول العالم، تبرز لوحة "دعوة القديس متى" كإحدى الأعمال التي تحظى بإعجاب خاص من البابا فرنسيس. هذه اللوحة، التي أنجزها الفنان كارافاجيو في عام 1599، تُعتبر واحدة من أهم الأعمال الفنية في تاريخ الفن الغربي. لكن ما يجعل هذه اللوحة مميزة بالنسبة للبابا فرنسيس هو الرسالة العميقة التي تحملها، والتي تتناغم مع مبادئه الدينية وفكره الروحي.
قصة اللوحة
تعرض لوحة "دعوة القديس متى" مشهدًا دينيًا محوريًا من الإنجيل، حيث يظهر يسوع المسيح وهو يدعو القديس متى، الذي كان يعمل جابيًا للضرائب، ليصبح أحد تلاميذه. في هذا المشهد، يظهر القديس متى جالسًا على طاولة يتفحص أوراقه المالية، حينما يوجه له يسوع دعوته للتحول إلى حياته الجديدة. تنقل اللوحة لحظة التحول الروحي التي يمر بها متى، حيث يترك عالم المال والماديات ليبدأ رحلة إيمانية جديدة، حسب موقع نيويورك تايمز.

الأسلوب الفني لِـ كارافاجيو
كارافاجيو صاحب اللوحة كان يعمد إلى تصوير الشخصيات البشرية العادية في مواقف دينية، مما يجعلها أكثر واقعية وملموسة للجمهور. وهذا العنصر من الواقعية هو ما جعل لوحاته تحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير ورجال الدين على حد سواء.
لماذا يحب البابا فرنسيس هذه اللوحة؟
البابا فرنسيس معروف بتوجهه الروحي الذي يركز على المسيحية العملية، والتي تضع المحتاجين والفقراء في صميم اهتماماته. حيث يعتبر أن المسيحية هي دعوة لخدمة الآخرين، وخاصة المهمشين والمحرومين. هذه القيم تتماشى تمامًا مع الرسالة التي تحملها لوحة "دعوة القديس متى".
البابا فرنسيس، من خلال اهتمامه بهذه اللوحة، يُظهر اعتزازه بالدور الذي تلعبه الرحمة والتسامح في العقيدة المسيحية. فبالنسبة له، لا ينبغي للكنيسة أن تقتصر على أولئك الذين يلتزمون بالقواعد الدينية فقط، بل يجب أن تكون ملتزمة بخدمة الضعفاء والمهمشين.
تأثير اللوحة على البابا فرنسيس
ليس سرًا أن البابا فرنسيس يقدر الفن كأداة تربوية وروحية. وقد أشار في أكثر من مناسبة إلى أهمية الفن الديني في نقل الرسائل الروحية والإنسانية بشكل عميق. لذا، فإن "دعوة القديس متى" بالنسبة له تمثل علامة فارقة على قدرة الفن على نقل الرسائل الإيمانية، خاصة تلك التي تتعلق بمفهوم الرحمة والتحول الروحي.