عاجل

سيارة مصفحة عالية التأمين.. المركبة البابوية تنقل نعش فرنسيس في موكب الوداع

المركبة البابوية
المركبة البابوية تنقل نعش فرنسيس

بينما كانت المركبة البابوية تحمل نعش البابا فرنسيس ببطء عبر شوارع روما القديمة، بدا المشهد كأنه تجسيد حي لجسر بين العصور.

مرّ النعش أمام معالم تاريخية امتدت قرونًا عبر الزمن، بينما كانت الجماهير المحتشدة تلوّح أو ترفع الصلوات بصمت، مدركة أنها تشهد لحظة تاريخية لا تتكرر كثيرًا في سجل الكنيسة والعالم.

ماهي المركبة البابوية؟

المركبة البابوية، أو ما يعرف شعبيًا باسم "البوب موبيل"، هي سيارة مصفحة عالية التأمين، صُممت خصيصًا لحماية البابا خلال جولاته الرسمية ولقاءاته مع المؤمنين.

تتميز المركبة بدروع واقية من الرصاص وزجاج مضاد للرصاص، مع تصميم يسمح للبابا بالوقوف أو الجلوس في الخلف بحيث يكون مرئيًا لأكبر عدد ممكن من الناس.

كما تضم المقصورة الخلفية مقاعد إضافية لمرافقيه ومساعديه.

تعديل خاص لموكب الجنازة

ولأجل موكب وداع البابا فرنسيس عبر شوارع روما، تم إدخال تعديلات خاصة على المركبة البابوية.

حيث أُزيلت المقاعد الخلفية وتم تهيئة المساحة لتحمل نعش البابا بشكل آمن وبارز، بحيث يتمكن آلاف المشيعين المنتشرين على جانبي الطريق من إلقاء نظرة وداعية أخيرة على البابا خلال رحلته الأخيرة من الفاتيكان إلى كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري.

رمز للتواصل والشعبية

لطالما كانت المركبة البابوية رمزًا لتواصل البابا مع الناس، إذ أتاحت له على مدار سنوات حبريته أن يكون قريبًا من الجماهير، بما ينسجم مع فلسفة فرنسيس الذي آمن بأن القائد الديني يجب أن يكون بين شعبه، لا منعزلًا خلف الحواجز.

واليوم، بقيت نفس الروح حاضرة، حيث تم استخدام نفس المركبة، بتصميمها المعدل، لمرافقة الجثمان في مسيرة وداعية تؤكد أن فرنسيس بقي قريبًا من الناس حتى في رحيله.

مركبة تحمل معاني الوفاء والإنسانية

لم تكن "البوب موبيل" مجرد وسيلة نقل عادية في هذا اليوم، بل تحولت إلى رمز للوفاء لرجل عاش بقلبه مع الناس، وقضى حياته مدافعًا عن المظلومين والمهمشين.

بحملها لنعش البابا عبر الشوارع المفتوحة، أعادت المركبة البابوية التذكير برسالة فرنسيس الدائمة بأن الكنيسة يجب أن تكون في قلب المجتمعات لا بمعزل عنها.

وداع بسيط لرجل عظيم

على الرغم من الحشود الغفيرة، والأهمية التاريخية لهذا اليوم، حافظت مراسم التشييع على بساطتها وتأملها العميق، تنفيذًا لوصية البابا فرنسيس التي طلب فيها أن يكون وداعه خاليًا من المظاهر المبالغ فيها.

وهكذا، سارت المركبة البابوية محاطة بالأناشيد، والصلوات الصامتة، والدموع المختلطة بالفخر والامتنان لرجل سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة العالم.

تم نسخ الرابط