مفاجأة.. كم يبلغ الراتب السنوي لـ البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؟

قد يظن البعض أن البابا فرنسيس بصفته زعيم الكنيسة الكاثوليكية في العالم، يتقاضى راتبًا سخيًا يتناسب مع مسؤولياته الكبيرة، من الطبيعي أن يتوقع كثيرون أن البابا الذي يترأس أكثر من مليار كاثوليكي حول العالم، يتلقى أجراً مجزياً مقابل واجباته الروحية والإدارية، لكن الحقيقة قد تكون مفاجئة.
في عام 2001، انتشرت شائعات حول راتب البابا يوحنا بولس الثاني، ولكن المتحدث باسم الفاتيكان آنذاك، خواكين نافارو فالس، أنهى كل التكهنات وقال: "البابا لا يتقاضى راتبًا، ولم يتقاضاه قط"، هذا التصريح كان بمثابة توضيح رسمي يكشف عن السياسة المالية للفاتيكان تجاه الباباوات، وفق موقع aleteia.
تفرغ لخدمة الإنسانية
تتعلق هذه السياسة بشكل خاص بـ البابا فرنسيس، الذي اشتهر بتبني نذر الفقر كأحد المبادئ الأساسية في حياته. كعضو في الرهبانية اليسوعية، حيث التزم البابا فرنسيس بأسلوب حياة متواضع حين انضم إلى جماعته الدينية، وهي رهبانية شهيرة بتوجهاتها الإصلاحية واهتمامها بخدمة الفقراء والمحتاجين. هذا النذر يعني أن البابا، مثل أسلافه، لا يتلقى أي راتب شهري، وبدلاً من ذلك، يتوفر له جميع احتياجاته من قبل الفاتيكان، ويشمل ذلك نفقات السفر والإقامة والطعام.
الفاتيكان يتكفل بكل شيء
ورغم أنه لا يحصل على راتب تقليدي، إلا أن الفاتيكان يضمن للبابا كل ما يحتاجه في حياته اليومية. البابا فرنسيس لا يحتاج للقلق بشأن إيجار أو فواتير أو شراء الطعام، كما أن جميع تكاليف رحلاته الرسمية والزيارات الدولية تغطيها ميزانية الفاتيكان. ومع ذلك، هذا لا يعني أن البابا لديه مال يصرفه كما يشاء. فهو لا يملك دخلًا خاصًا به يمكنه استخدامه في شراء أشياء شخصية أو تلبية رغبات خاصة.
الصندوق الخيري: التبرعات ومساعدة المحتاجين
بدلاً من ذلك، يتمتع البابا فرنسيس بصندوق خيري ضخم، يُسمح له باستخدامه كما يشاء لدعم القضايا الإنسانية. يُعرف هذا الصندوق باسم "بنس بطرس"، وهو صندوق خيري يستخدمه البابا لدعم الفقراء والمحتاجين في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، في عام 2017، تبرع البابا فرنسيس بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي من هذا الصندوق لمساعدة 75 ألف شخص في المكسيك، في أعقاب زلزال مروع ضرب البلاد. وهذه واحدة من العديد من التبرعات التي يقدمها البابا بانتظام، خاصة في أعقاب الكوارث الطبيعية أو المناطق التي تشهد أزمات إنسانية حادة بسبب الحروب أو الجفاف.
اتباعًا لنهج يسوع المسيح
يُعتبر البابا فرنسيس مثالًا حيًا على الاقتداء بتعاليم يسوع المسيح، الذي لم يتقاضَ راتبًا خلال فترة خدمته التي استمرت ثلاث سنوات. البابا فرنسيس يتبع هذا التقليد الروحي، حيث لا يعتمد على راتب ثابت ولكن على دعم المجتمع الكاثوليكي ورغبة الآخرين في العطاء والمساهمة في الأعمال الخيرية.
رسالة من البابا
من خلال نذر الفقر والالتزام بالحياة البسيطة، يُظهر البابا فرنسيس للعالم أن الثراء الحقيقي لا يأتي من المال أو المراتب الاجتماعية، بل من الخدمة والتضحية من أجل الآخرين.