عاجل

عميد مجمع الكرادلة يكشف عن رسالة البابا فرنسيس خلال قداس الجنازة

الكاردينال جيوفاني
الكاردينال جيوفاني باتيستا ري عميد مجمع الكرادلة

في عظته خلال قداس جنازة البابا فرنسيس، أكد الكاردينال جيوفاني باتيستا ري أن البابا كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأن الكنيسة يجب أن تكون "بيتًا للجميع"، دون استثناء أو تمييز.

وأشار ري إلى أن البابا، الذي اشتهر بمواقفه الرافضة لإصدار الأحكام على المثليين الكاثوليك أو المطلقين، كان مدفوعًا بقناعة راسخة بأن: "الكنيسة هي بيت بأبواب مفتوحة دائمًا، قادرة على الانحناء لكل شخص، بغض النظر عن معتقداته أو حالته، ومعالجة جراحه."

رحمة بلا حدود

جسد البابا فرنسيس طوال حبريته هذه الرؤية الرحيمة من خلال مواقفه وكلماته، فدعا إلى التسامح والرحمة والانفتاح على الجميع، بمن فيهم الفئات المهمشة التي لطالما عانت التهميش أو الإقصاء داخل بعض الأوساط الكنسية.

وتركت هذه النظرة الإنسانية أثرًا عميقًا في صورة الكنيسة الكاثوليكية عالميًا، معززة قيم الشمولية والاحتواء التي شدد عليها البابا في كل مناسبة.

رؤية البابا للتجديد الروحي

لم يكن إيمان البابا فرنسيس بأن الكنيسة "بيت للجميع" مجرد شعار، بل شكل محورًا رئيسيًا لرؤيته في تجديد الكنيسة الكاثوليكية، فقد سعى طوال فترة حبريته إلى تحرير الكنيسة من النظرة الضيقة التي قد تستثني البعض، وأكد في مناسبات عدة أن دور الكنيسة ليس في الإدانة، بل في الاحتواء والمرافقة والرحمة.

وفي هذا السياق، قال مرارًا: "الكنيسة ليست جمارك تحدد من يدخل ومن لا يدخل، بل بيت أب رحوم يستقبل أبناءه جميعًا."

بابا الإصلاحات الجريئة

تميزت فترة بابوية فرنسيس بإطلاق مبادرات إصلاحية تهدف إلى جعل الكنيسة أكثر قربًا من قضايا الإنسان المعاصر، من أبرزها:

فتح نقاشات موسعة حول أوضاع المطلقين والمثليين داخل الكنيسة.

الدفاع المستمر عن قضايا اللاجئين والمهاجرين والفقراء.

دعم قضايا البيئة عبر رسالته البابوية الشهيرة "كُن مسبّحًا" التي دعا فيها لحماية الأرض ومخلوقاتها.

وقد واجه في سبيل ذلك مقاومة من بعض التيارات المحافظة داخل الكنيسة، إلا أنه بقي ثابتًا في موقفه، مؤمنًا بأن جوهر المسيحية هو المحبة والرحمة قبل كل شيء.

روح الأبوة الحانية

في حديثه عن البابا فرنسيس، قال الكاردينال ري خلال العظة: "كان أبًا حانيًا، يقترب من كل جرح، ويفتح أبواب الرجاء أمام كل إنسان، بغض النظر عن خلفيته أو ضعفه أو ماضيه."

وهذه الروح الأبوية كانت واضحة في طريقة تعامله مع الجماهير البسيطة، سواء في لقاءاته الشعبية أو زياراته المفاجئة لدور اللاجئين والمشردين، أو في إصراره على أن تظل الكنيسة في خدمة من هم على هامش المجتمعات.

تم نسخ الرابط