علي جمعة: الكون كله يسبح لله.. والنبي ﷺ يعلمنا الرحمة

في منشورٍ مؤثر عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، تحدث الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، عن أحد المعاني الإيمانية العظيمة التي غفل عنها كثير من الناس، وهي أن الكون كله يسبح لله تعالى، ويشاركه في العبادة والتسبيح كل من في السماوات والأرض، من جماد ونبات وحيوان، بل وحتى ما لا تفقهه عقول البشر.
كل ما في الكون يسبّح لله.. فكن معه لا ضده
استشهد الدكتور علي جمعة بقوله تعالى: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾، ليؤكد أن كل ما حول الإنسان من كائنات تشاركه في التسبيح لله عز وجل.
وأضاف موضحًا أن هذه الحقيقة العظيمة يجب أن تبقى حاضرة في وعي كل مسلم، وأردف بآية أخرى تؤكد هذا المعنى:
﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾، مشيرًا إلى أن الكون من حولنا حيٌّ ومتفاعل، يعقل ويسجد ويبكي ويفرح.
النبي ﷺ يعلّمنا كيف نرحم الجماد
وضرب الدكتور علي جمعة مثالًا مؤثرًا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، يروي فيه كيف أن جذع النخلة الذي كان النبي ﷺ يخطب عليه حنَّ وبكى شوقًا إليه، فلما انتقل النبي إلى المنبر، نزل واحتضن الجذع حتى هدأ.
وقال الدكتور: "النبي ﷺ علّمنا أن هذه الكائنات فيها تفاعل ومشاعر، وأن علاقتنا بها يجب أن تقوم على الرحمة والعمران لا التدمير".
لا تعاند الكون.. فهو يعبد الله معك
وتابع الدكتور علي جمعة حديثه الإيماني مؤكدًا أن الكون سلّم أمره لله، فيجب على الإنسان أن يكون في الاتجاه نفسه، لا يعاند سنن الخلق، ولا يخالف طريق العبادة والرحمة، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ..﴾، وقال: "كل ما في الأرض، من حجر ومدر، من جنّ وإنس، هو معك، فلا تسبح عكس التيار".
الرحمة.. مفتاح كل خير
وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعوة إلى التحلي بالرحمة، التي بدأ الله بها خطابه للخلق بقوله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾، مؤكدًا أن الرحمة هي أساس الحب، وأساس العمران، وأساس الكرم، وأساس كل خير، قائلاً:
"نتراحم، ولا ننزع الرحمة من قلوبنا، فإن القلوب القاسية لا ينظر الله إليها".