إخلاء مستوطنة ياميت
«المتفجرات والانتحار الجماعي».. محاولات أتباع الحاخام كهانا لمنع إخلاء سيناء

في تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء في 25 أبريل، عرضت مشاهد خروج مستوطني سيناء من أتباع الحاخام المتطرف مائير كهانا.
فعلى مدار ما يقرب من ثلاث سنوات، أعطتهم مصر مهلة لإخلاء المستوطنين من أرض سيناء، حاولت تلك الجماعة المتشددة استخدام العنف اعتراضًا على خروجهم من شبة الجزيرة المصرية.
تحرير سيناء.. أتباع الحاخام كهانا
وفقًا لجيروزاليم بوست، توجه العشرات من الإسرائيليين المتشددين إلى المستوطنات المتبقية في سيناء، مُعارضين الانسحاب، ومُصمِمين على استخدام أجسادهم لمعارضة الإخلاء.
تجاوز العشرات منهم حواجز الجيش التي أُقيمت لمنع المُعارضين من الوصول إلى مستوطنات سيناء التي ستُهدم قريبًا، وأبحروا جنوبًا مُتجاوزين قطاع غزة ودخلوا مستوطنة ياميت الساحلية.
تحصَن بعض الشباب، من أتباع الحاخام الأمريكي المتشدد مائير كاهانا، في قبو مبنى في ياميت بالمتفجرات، مُهددين بتفجير أنفسهم في انتحار جماعي بدلًا من السماح للجيش بإجلائهم بالقوة.
وفي محاولة يائسة، سافر الحاخامان الرئيسيان لإسرائيل آنذاك، ومن بينهما الحاخام عوفاديا يوسف، إلى ياميت وحاولا إقناع طلاب المدرسة الدينية المُنتحرين من خلال أنبوب تهوية.
إلا أنه عندما عاد كاهانا بنفسه من الولايات المتحدة للتحدث مع الطلاب، وافقوا على تفكيك متفجراتهم، مع أنهم ظلوا مختبئين في مخبئهم تحت الأرض رافضين الإخلاء.
مستوطني ياميت والمعركة الشرسة
توجهت مجموعة أخرى أصغر من المعترضين إلى ياميت للاحتجاج جسديًا على إخلائها - طلاب علمانيون - بقيادة تساحي هنغبي، نجل مقاتل ليحي الأسطوري وعضو الكنيست جيولا كوهين، والذي أصبح لاحقًا عضوًا في الكنيست.
وفي مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست بعد أكثر من 20 عامًا، وصف هنغبي كيف قام هو وأعضاء مجموعته الطلابية بتقييد أنفسهم بقمة نصب تذكاري يبلغ ارتفاعه 28 مترًا، لكنهم قرروا عدم مقاومة الجنود الذين أُرسلوا لإجلائهم جسديًا.
وقال متذكرًا: "لقد وقفنا هناك فقط، وأنشدنا النشيد الوطني الإسرائيلي، وقيدنا أنفسنا، وأُنزلنا".
معارك أكثر ضراوة
في صباح يوم الإخلاء، أُرسل مئات من جنود الجيش الإسرائيلي إلى بلدة ياميت المطلة على البحر المتوسط جنوب غزة، آخر معقل للاستيطان اليهودي في سيناء.
وبينما أبدت مجموعات، مثل تلك التي يقودها هنغبي، مقاومة رمزية لأوامر الإخلاء، خاضت مجموعات أخرى قتالاً أكثر حزماً وقوة. ولم تُسجل إصابات خطيرة بين المرابطين أو بين الجنود الذين أُرسلوا لإخلائهم، لكن المشهد تحول إلى كارثة.
بعد يوم واحد فقط، وبناءً على أوامر من شارون وبيجن، دمر الجيش الإسرائيلي ياميت وحولها إلى كومة ضخمة من الأنقاض. وتصف إسرائيل هذا اليوم، بأنها أول مرة تقتلع فيها حكومة إسرائيلية مواطنيها من بلدات طلبت منهم إخلاءها وشجعتهم على السكن فيها.