موسم الإقصاء يبدأ في البيت الأبيض
ترامب يتخلى عن حلفائه من أثرياء التكنولوجيا وسط انهيار أسواق المال

في مشهد يُشبه ما اعتاده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مسيرته في برامج تلفزيون الواقع، بدأ موسم الإقصاء السياسي داخل إدارته، ولكن هذه المرة كان الضحايا من كبار قادة التكنولوجيا الذين دعموه خلال حملته الانتخابية وتنصيبه في يناير الماضي.
رغم النجاحات الأولية، فإن التراجع الحاد في أسواق المال، وتحديدًا خسارة شركات التكنولوجيا الكبرى نحو 1.8 تريليون دولار من قيمتها السوقية، دفع ترامب إلى النأي بنفسه عن أسماء مثل إيلون ماسك، مارك زوكربيرج، تيم كوك، سوندار بيتشاي، وجيف بيزوس، بحسب ما نشره موقع «the daily beast».
انهيار التحالف مع أثرياء التكنولوجيا
مع فرض تعريفات جمركية ضخمة على الصين وتهديدات بفرض رسوم على دول آسيوية أخرى، تعرضت سلاسل الإمداد الخاصة بشركات التكنولوجيا العملاقة لضغط هائل، مما أدى إلى تراجع أسهمهم بشكل غير مسبوق.
إيلون ماسك، الذي حظي سابقًا بوصول غير محدود إلى البيت الأبيض، وجد نفسه تدريجيًا خارج دائرة الضوء، خاصة بعد نتائج مالية كارثية لشركة "تسلا" هذا الربع. وقد صرح ترامب مؤخرًا عن ماسك بصيغة الماضي قائلًا: "لقد كان عونًا كبيرًا، أنقذنا الكثير من المال." إلا أن ثروة ماسك تقلصت من 450 مليار دولار إلى حوالي 300 مليار دولار.
أما مارك زوكربيرج، الذي حاول التقرب من ترامب على أمل حماية "ميتا" من تفكيك محتمل نتيجة دعاوى الاحتكار، فلم يجد في النهاية أي دعم، وظل يقاتل منفردًا في المحاكم الفيدرالية.
تواجه جوجل (سوندار بيتشاي) وأمازون (جيف بيزوس) أيضًا، رغم مساهماتهم السخية في تمويل تنصيب ترامب، معارك قانونية حامية بدون مظلة حماية سياسية.
تغير المناخ السياسي بين ترامب وحلفائه القدامى
لم تعد هناك زيارات منتظمة لمدراء الشركات العملاقة إلى البيت الأبيض أو مارالاغو. ترامب، الذي استفاد من هذه العلاقات خلال حملته، بدأ الآن في النأي بنفسه عنهم، في محاولة لإنقاذ صورته وسط أزمات اقتصادية متفاقمة وانتقادات متزايدة حول تدهور الأسواق.
في المقابل، لا يزال ترامب محاطًا بشخصيات موالية مستعدة لدعمه في أي قرار، حتى لو كان التخلي عن "أصدقاء الأمس".
ومع تدهور علاقاته مع قادة التكنولوجيا، يواجه ترامب تحديًا مزدوجًا: من جهة، خسارة الدعم المالي والتكنولوجي الذي لعب دورًا مهمًا في حملته الانتخابية وفي الترويج لإنجازاته الاقتصادية؛ ومن جهة أخرى، احتمال تصاعد المواجهة مع شركات التكنولوجيا الكبرى التي قد تجد نفسها أكثر استعدادًا لمعارضة سياساته علنًا. ويرى مراقبون أن هذا الفتور قد يُترجم إلى تزايد الضغوط التشريعية والتنظيمية على شركات مثل "ميتا" و"أمازون" و"جوجل"، لا سيما في ملفات مكافحة الاحتكار، حماية البيانات، وقوانين حرية التعبير، مما يُنذر بمزيد من الصدامات بين إدارة ترامب و"وادي السيليكون" في المرحلة المقبلة.