عاجل

هجوم دموي يُعيد التوتر إلى كشمير

أزمة نووية تلوح في الأفق.. تحذير من عمل عدائي بعد هجوم كشمير وترامب يراقب

الهند وباكستان مع
الهند وباكستان مع ترامب

في تصعيد هو الأعنف منذ سنوات، أسفر هجوم مسلح نفذته جماعة "جبهة المقاومة" المرتبطة بـ"لشكر طيبة" عن مقتل 26 شخصًا في مدينة "باهالجام" الواقعة في إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية.

ويأتي الهجوم في وقت كان فيه نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، في زيارة غير رسمية للهند، ما أضفى بعدًا سياسيًا ودوليًا على الحادث.

دعم أمريكي للهند

أعلنت واشنطن دعمها الكامل للهند في "مكافحة الإرهاب"، وفقًا لما جاء على لسان فانس خلال لقائه برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. في المقابل، نفت إسلام آباد صلتها بالهجوم، لكن الهند اتخذت سلسلة إجراءات تصعيدية شملت طرد دبلوماسيين باكستانيين، تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند، وإغلاق معبر "واجا-أتياري" الحدودي.

خيارات الرد العسكري

أشار خبراء عسكريون هنود إلى أن الرد قد يتراوح بين عمليات محدودة عبر الحدود، أو فرض حصار بحري على الموانئ الباكستانية، أو الضغط عبر عقوبات اقتصادية دولية. ووصف الفريق المتقاعد أرون براكاش، رئيس أركان البحرية الهندية السابق، الهجوم بأنه يستوجب "إجراءات حازمة ومضاعفة الضغط الدبلوماسي".

أزمة نووية تلوح في الأفق

يُعد التوتر بين الهند وباكستان أحد أخطر المواجهات الإقليمية نظرًا لامتلاك البلدين ترسانة نووية. وتحذر تقارير دولية من أن أي تصعيد عسكري قد يخرج عن السيطرة بسرعة، خصوصًا في ظل وجود عناصر غير منضبطة داخل باكستان — وفقًا لتصريحات مسؤولين عسكريين باكستانيين سابقين — قد تجر البلاد إلى مواجهة غير محسوبة.

دور محتمل لإدارة ترامب

رغم أن إدارة ترامب تميل إلى دعم الهند، إلا أن مراقبين يرون أن الرئيس الأمريكي قد يُحاول توظيف الأزمة في دور وساطة جديد يعيد له بعض الزخم الدبلوماسي، خاصة في ظل تعثر ملفي أوكرانيا وغزة. وسبق لترامب أن عرض الوساطة في النزاع بين نيودلهي وإسلام آباد عقب غارات "بلاكوت" في 2019.

لكن الخارجية الأمريكية، حتى اللحظة، تكتفي بموقف حذر. وقالت المتحدثة تامي بروس: "نُتابع الموقف عن كثب... ولسنا بصدد تحديد موقف من وضع كشمير أو جامو في الوقت الراهن."

تحذير من عمل عدائي

في المقابل، عقد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي، ووجّه تحذيرًا مباشرًا للهند من مغبة أي اعتداء على الأراضي الباكستانية. كما هدد بأن أي محاولة لتحويل مجرى مياه نهر السند "ستُعتبر عملاً عدائيًا يُواجه بردّ شامل عبر جميع أدوات القوة الوطنية."

وتشير تصريحات محللين باكستانيين إلى أن إسلام آباد تشعر بالعزلة السياسية، لكنها ما زالت قادرة على حشد دعم من حلفاء مثل الصين وتركيا في المنظمات الدولية.

هل تنجح واشنطن في احتواء المواجهة؟

يرى مراقبون أن ترامب قد يستغل الأزمة لصالحه إذا قرر التدخل للتهدئة، لكن ذلك مرهون بقدرته على فرض ضغط فعال على الطرفين. في حين تُفضل الهند التعامل مع الأمر داخليًا، دون وساطة خارجية — بحسب ما صرّح به عدد من الدبلوماسيين السابقين الهنود، الذين اعتبروا أن "الهجوم إرهاب داخلي مدعوم خارجيًا، وليس نزاعًا دوليًا."

تم نسخ الرابط