عاجل

لُقب بـ «الرجل الأكثر أناقة» .. كيف أصبح البابا فرنسيس رمزًا للموضة؟

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

عندما نتحدث عن الموضة، لا يتبادر إلى الذهن  صورة البابا، لكن البابا فرانسيس، الذي توفي يوم الاثنين الماضى، ولكنه أثبت أن الأناقة البسيطة قادرة على جذب الأنظار في عالم الأزياء، لم يكن يختار أزياء غريبة أو معقدة، بل كان يرتدي ملابس بلون كريمي بسيطة وأحذية جلدية سوداء، وهو ما تعكس التواضع.

البابا فرنسيس رمزاً للموضة

أول ما لفت انتباه وسائل الإعلام كان اختياره للأحذية السوداء في بداية ولايته البابوية عام 2013. حيث وصفت صحيفة نيويورك تايمز ذلك بأنه تغيير جذري في طابع البابوية، معتبرة أن حذاءه الأسود، الذي يُقال إنه صنعه صديق له من بوينس آيرس، كان له دلالة كبيرة. كما كان يستخدم ساعة يد عادية، في تعبير عن البساطة بعكس سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر الذي كان يفضل الأزياء الفاخرة والجواهر المرصعة في الصلبان، والاكسسوارات العتيقة.

البابا النموذجي

سرعان ما أصبح أسلوب البابا فرانسيس موضع إعجاب عالمي، حيث وصفته مجلة "ذا كت" بـ"البابا النموذجي" لأناقته البسيطة وغير المُكلفة. كذلك أصبح أول بابا يظهر على غلاف مجلة "رولينج ستون"، وتوجته مجلة "إسكواير" بلقب "الرجل الأكثر أناقة" لعام 2013، كما انتشرت صوره بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، وظهرت تصميمات مقتبسة من صورته على القمصان والأكواب.

وأشاد ماكس بيرلينجر من مجلة "إسكواير"، بأسلوب فرانسيس قائلاً: "اختياراته في عالم الأزياء كانت تجسيدًا لبداية عهد جديد للكنيسة الكاثوليكية"، مشيرًا إلى أن ملابسه كانت تعبيرًا عن التواضع والرغبة في إحداث تحول في الكنيسة.

رغم أن البعض اعتبر أسلوبه مجرد تعبير عن تواضعه الشخصي، إلا أن المؤرخة الكنسية والفنية كارول ريتشاردسون ربطت هذا الأسلوب بتوجهات أعمق حول اختلاف وجهات نظر البابا فرانسيس عن سلفه، فبينما كان البابا بنديكتوس السادس عشر يولي اهتمامًا كبيرًا للرمزية التاريخية في ملابسه، كان فرانسيس يفضل الأسلوب البسيط الذي يعكس اهتمامه بالقضايا العملية أكثر من المظاهر.

البابا بندكتوس الذي كان يولي اهتماماً بالمظهر
البابا بندكتوس الذي كان يولي اهتماماً بالمظهر


ورغم أن ملابسه كانت بسيطة، إلا أن لونها الأبيض كان يحمل دلالات عميقة، حيث يرمز الأبيض إلى النقاء والمحبة، وهو ما أضاف له طابعًا روحانيًا رغم بساطته. وارتداءه للأحذية السوداء كان يمثل احترامه للتقاليد الفرنسيسكانية التي تركز على الفقر والإحسان.

هذه البساطة في مظهره جعلته رمزًا غير متوقع للموضة، خاصة عندما انتشرت صورة له تم توليدها باستخدام الذكاء الاصطناعي وهو يرتدي ملابس عصرية، ورغم أن الصورة كانت مزيفة، إلا أنها كانت إطراء لطيفًا لبابا اختار أن يكون قريبًا من الناس.

تم نسخ الرابط