عاجل

مذبحة سياح تثير الأزمة

فتيل حرب جديدة.. الهند ترد بعد مذبحة كشمير وتحذيرات من التصعيد مع باكستان

قوات هندية
قوات هندية

تصاعدت حدة التوتر بين الهند وباكستان بشكل سريع عقب الهجوم الدموي الذي وقع في كشمير المتنازع عليها، وأودى بحياة 26 شخصًا، بينهم 25 سائحًا هنديًا ومواطن نيبالي.

وقد تبنّت الهجوم جماعة مسلحة تُدعى "جبهة المقاومة"، وهي جهة غير معروفة سابقًا، في حين اتهمت نيودلهي باكستان بالضلوع في الحادث رغم عدم تقديمها أدلة علنية، وهو ما نفته إسلام آباد، بحسل ما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية.

إجراءات هندية صارمة

ردًا على الهجوم، اتخذت الحكومة الهندية سلسلة من الإجراءات العقابية، شملت خفض التمثيل الدبلوماسي مع باكستان، وتعليق اتفاقية تقاسم مياه نهر السند التاريخية، وإلغاء كافة التأشيرات الممنوحة للمواطنين الباكستانيين.

من جهتها، ردّت باكستان بإغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية، وعلّقت كافة أشكال التبادل التجاري، بما في ذلك التجارة عبر دول وسيطة.

جذور النزاع في كشمير

تعود جذور النزاع في كشمير إلى عام 1947، عندما اختار حاكم الإقليم الانضمام إلى الهند رغم الأغلبية المسلمة للسكان، ما أدى إلى اندلاع أول حرب بين الهند وباكستان. ومنذ ذلك الحين، خاض البلدان ثلاث حروب، اثنتان منها بشأن كشمير، فيما تسيطر الصين على جزء من الإقليم في أقصى شرقه.

اليوم، يفصل بين القسمين الهندي والباكستاني "خط السيطرة"، الذي يُعد من أكثر الحدود تحصينًا في العالم. ولا تزال الجماعات المسلحة تنشط في كشمير، مطالبةً إما بالانضمام إلى باكستان أو الاستقلال.

تصاعد التوتر منذ 2019

في عام 2019، ألغت حكومة ناريندرا مودي الوضع الخاص لكشمير، الذي كان يمنحها قدرًا من الحكم الذاتي، وسمحت بموجب قوانين جديدة للأجانب بشراء أراضٍ داخل الإقليم. واعتُبر هذا القرار محاولة لتغيير التركيبة السكانية ذات الغالبية المسلمة، وهو ما أدرجته "جبهة المقاومة" ضمن أسباب تنفيذ الهجوم.

إحراج حكومي وردّ قوي

تزامن الهجوم مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ما زاد من إحراج حكومة مودي، التي لطالما تباهت بتحقيق "الأمن" في كشمير.

وتشير التقارير إلى أن بعض الضحايا طُلب منهم تلاوة آيات إسلامية لتحديد هويتهم الدينية قبل قتلهم، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا في الهند.

أزمة مياه نهر السند

أحد أخطر الإجراءات التي اتخذتها الهند كان تعليق اتفاقية "مياه نهر السند"، الموقّعة عام 1960، والتي تُعد من أنجح اتفاقيات تقاسم المياه في العالم.

وتُعد هذه الاتفاقية حيوية للزراعة الباكستانية، واعترضت إسلام آباد بشدة، معتبرةً أي تعديل في تدفق المياه "عملاً عدائيًا".

هل تلوح الحرب في الأفق؟

رغم امتلاك البلدين أسلحة نووية، يرى محللون أن ذلك لعب دورًا في الحد من اندلاع صراعات واسعة النطاق خلال السنوات الماضية، لكن تجارب سابقة مثل هجومي 2016 و2019 تشير إلى احتمال قيام الهند بهجمات جوية ضد جماعات مسلحة عبر الحدود على الأقل كـ"ردّ أولي".

تم نسخ الرابط