عاجل

«أفراح على رمال البطولة».. طقوس الزواج فى سيناء بروح التحرير

أفراح سيناء
أفراح سيناء

توافق ذكرى تحرير سيناء يوم الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، تلك الأرض التي كُتبت على رمالها فصول من البطولة، وارتوت بتضحيات أبناء الوطن حتى عادت لأحضان الدولة المصرية كاملة السيادة.

 وبينما نستعيد مشاهد النصر والعزة، يحق لنا أن نلتفت أيضًا إلى نبض الحياة الذي ظل مستمرًا في هذه البقعة العزيزة من الوطن، حيث لم تكن سيناء فقط ساحة للمعارك، بل ظلت كذلك ساحةً للحب والفرح والاحتفاء بالحياة.

مراحل وعادات الزواج والخطوبة في سيناء

تمامًا كما حافظت سيناء على هويتها في وجه الاحتلال، تمسك أهلها بعاداتهم وتقاليدهم، خاصة في المناسبات الاجتماعية الكبرى مثل الخطبة والزواج، لتتحول الأفراح إلى مشاهد من الأصالة والاعتزاز بالتراث، وكأنها احتفال آخر بالحرية والانتماء، وتمر هذه المناسبات السعيد بعدة مراحل، وهي:

"النشدة": طلب رسمي بنكهة بدوية 


تبدأ مراسم الخطوبة في سيناء بما يُعرف بـ"النشدة"، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها والد العريس أو وجهاء من عائلته إلى بيت العروس لطلب يدها رسميًا، ويتم ذلك وفقًا لقواعد صارمة من الاحترام والكرم، وتُتبع عادة بجلسة ثانية تُعقد بعد موافقة مبدئية، لبحث التفاصيل وتحديد الشروط.

المهر: تقدير واحترام لا مجرد قيمة مادية  


للمهر في العُرف السيناوي أهمية كبيرة، ويتحدد بناءً على الوضع الاجتماعي للعائلتين، وهو غالبًا مزيج من الذهب والمواشي أو الجمال. ومع ذلك، في بعض الحالات، يتم الاتفاق على مهر رمزي، خاصة إن كان العريس معروفًا بحُسن الخُلق والانتماء للقبيلة نفسها، وتُوثق هذه الاتفاقات في وثيقة تقليدية تُعرف باسم "العزبة".

ليلة الحناء.. احتفال نسائي بالأنوثة والتراث

  
ليلة الحناء تُعد من أهم مراحل الاحتفال، وتقتصر على النساء، تُزيَّن العروس برسومات الحناء البدوية على اليدين والقدمين، وسط أجواء من الغناء الشعبي والرقص والزغاريد. وتُقدم خلالها أطباق بدوية تقليدية، أبرزها الفتة والمنسف، في تعبير واضح عن كرم الضيافة.

يوم الزفاف.. الفروسية والبهجة والهوية


في يوم الزفاف، تتحول القبيلة إلى مسرح كبير للاحتفال، العريس يمتطي جواده أو جمله ويتقدم موكب الزفاف وسط الهتافات ودق الطبول، وتشهد الساحة عروضًا للفروسية والرقصات البدوية بالسيوف والعصي، في مشهد يجسد الفخر والانتماء، أما العروس، فتتألق في زيها البدوي المطرز يدويًا، وتطل من خلف "الشمبر" الذي يغطي وجهها جزئيًا في لمسة من الوقار والجمال.

ربط الماضي بالحاضر.. الزواج والتحرير وجهان للحفاظ على الهوية 


تُعيدنا هذه الطقوس، ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء، إلى جوهر ما تمثله هذه الأرض من كرامة وخصوصية. فكما صمدت سيناء في وجه العدوان، حافظ أهلها على طقوسهم الاجتماعية بعناية لا تقل عن دفاعهم عن أرضهم. تلك المراسم ليست مجرد احتفالات، بل تعبير حي عن صمود ثقافي طويل الأمد.

أفراح سيناء.. امتداد للانتصار


في كل زفاف سيناوي، نجد صدى للبطولة والكرامة. في كل رقصة، وكل زغرودة، وكل وليمة، حكاية حب للأرض وللحياة. وبينما نحيي ذكرى تحرير سيناء، لا نحتفل فقط بعودة الأرض، بل باستمرار الحياة فيها بنبضها الأصيل وتراثها العريق.

تم نسخ الرابط