عاجل

فى تحرير سيناء 2025.. ثوب السيناوية يروي تاريخ الأرض بخيوط من ذهب

الثوب السيناوي
الثوب السيناوي

 

في الخامس والعشرين من أبريل كل عام، تحتفل مصر بذكرى عيد تحرير سيناء 2025، ذلك اليوم الذي استردت فيه الدولة آخر شبر من ترابها الوطني بعد سنوات من الاحتلال، ليتحول هذا التاريخ إلى رمز للعزة والصمود والانتماء.

 وبينما تتجه الأنظار إلى الإنجازات السياسية والعسكرية، تظل هناك رموز أخرى للصمود، لا تقل قيمة ولا تأثيرًا، منها الثوب السيناوي الذي حافظ على هويته وخصوصيته عبر الأجيال، ليُصبح سجلًا حيًا لذاكرة المرأة السيناوية وتراثها.

أزياء تروي تاريخ الأرض

في قلب الصحراء، حيث تمتزج الطبيعة بالبساطة والقوة، نشأت أزياء المرأة السيناوية كامتداد للبيئة المحيطة والهوية القبلية، فهي لا ترتدي فستانًا عاديًا، بل ثوبًا يُطرّز باليد بدقة متناهية، يروي من خلال ألوانه ورموزه تفاصيل عن القبيلة، والحالة الاجتماعية، والمناسبة التي يُرتدى فيها.

يقول الباحث في التراث البدوي د. نادر أبو زينة، في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم" إن “الثوب السيناوي شاهد على انتماء المرأة لوطنها، ورفض طمس معالمه التاريخية”.

 وأضاف أن الزي السيناوي يتكون عادة من ثلاثة عناصر رئيسية.

خيوط تنسج الانتماء

 

يتكون الزي السيناوي عادة من ثلاثة عناصر رئيسية:

 

-الثوب المطرز: طويل فضفاض، يطرز بخيوط حمراء أو زرقاء أو ذهبية وفقًا للمناسبة.

-البرقع: يُزين غالبًا بالنقود الفضية التي ترمز إلى الجمال والحماية من الحسد.

-غطاء الرأس (القنعة): تحفة فنية تُغزل يدويًا، ويتباين تصميمها من منطقة لأخرى.

ولكل غرزة في هذا الزي قصة؛ فـ"عرق الورد"، "عرق الطاووس"، و"القروش" هي زخارف تراثية تعبر عن الخصوبة، الجمال، والكرم، وتُظهر هذه الزخارف التنوع البيئي والثقافي لسيناء.

من التراث إلى الموضة

رغم صعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، لم تتخلَ المرأة السيناوية عن تراثها. بل طورت من تصاميمها، وبدأت في إدخال الطابع السيناوي على العبايات والحقائب والإكسسوارات، حتى أصبح الزي البدوي حاضرًا في المعارض الدولية، وجزءًا من القوة الناعمة التي تصدرها سيناء إلى العالم.

دور الجمعيات في الحفاظ على التراث

يعمل العديد من الجمعيات النسوية، مثل جمعية الحفاظ على التراث السيناوي في بئر العبد، على تدريب النساء على فنون التطريز، وتوفير منصات لبيع منتجاتهن، مما يساعد في التمكين الاقتصادي والحفاظ على الثقافة السيناوية من الاندثار.

تمامًا كما صمدت سيناء في وجه الاحتلال، صمدت المرأة السيناوية بثوبها وتطريزها، لتظل تلك الخيوط الملونة أكثر من مجرد زينة؛ إنها رموز للنصر والانتماء، تُعيد رواية قصة الأرض والإنسان في كل مرة تُرتدى فيها.

تم نسخ الرابط