كيف نُكثر من الصلاة على النبي ﷺ وننعم بفضائلها العظيمة؟

في زمنٍ تموج فيه القلوب بالشوق إلى سيدنا محمد ﷺ، يظلّ السؤال قائمًا: كيف نتّصل بالنبي ﷺ؟ وهل هناك وسيلة شرعية تربطنا به وتقرّبنا منه؟
أجاب عن هذا السؤال الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، من خلال منشورٍ مؤثر عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، موضحًا أن الصلاة على النبي ﷺ هي الوسيلة الشرعية والروحية العظمى للتواصل مع خير خلق الله، وهي باب من أبواب الرحمة والمغفرة والتوفيق الإلهي.
أمر إلهي بالصلاة على النبي ﷺ
أوضح الدكتور علي جمعة أن الصلاة على النبي ﷺ ليست مجرد دعاء، بل هي أمر إلهي مباشر ورد في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
[سورة الأحزاب، آية 56].
فالله وملائكته يصلون عليه، فكيف لا نكون من المصلين عليه في كل حين؟ إنها عبادة عظيمة لا تحتاج إلى شروط، ولا إخلاص نية، ولا طهارة، فهي مقبولة في كل الأحوال.
الصلاة على النبي ﷺ: عبادة تتجاوز اللسان
أشار الدكتور علي جمعة إلى أن المعنى الحقيقي للصلاة على النبي ﷺ يتجاوز الترديد باللسان، لتصل إلى التسليم القلبي الكامل لأوامره ﷺ.
يقول الله تعالى في هذا المعنى:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ، وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[سورة النساء، آية 65].
فحقيقة الصلاة عليه ﷺ هي أن نجعل سنته طريقنا، وأوامره نبراسنا، وحياته ﷺ قدوتنا.
الاقتداء بالنبي ﷺ هو ثمرة المحبة الحقيقية
الاقتداء بسيدنا محمد ﷺ ليس شعارًا، بل سلوكًا وتطبيقًا عمليًا في الحياة.
قال تعالى:
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ، وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾
[سورة الأحزاب، آية 21].
فالمؤمن الذي يحب رسول الله ﷺ، يجعل من هديه منهجًا، ومن سنته نبراسًا، ويترجم هذا الحب إلى عمل وسلوك واتباع صادق.
فضل الصلاة على النبي ﷺ: مغفرة، نور، واتصال بالجناب الأعظم
بيّن الدكتور علي جمعة أن الصلاة على النبي ﷺ لها فضلٌ عظيم:
تغفر الذنوب
تستر العيوب
تنير القلوب
تُقبل دائمًا ولا تُرد
لا تحتاج إلى نية أو طهارة
ترفع الدرجات وتقرّبنا من النبي ﷺ
وقد ورد عن النبي ﷺ قوله:
«من صلّى عليّ واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا».[رواه مسلم].
فهي عبادة خفيفة على اللسان، عظيمة في الميزان، وأقرب طريقٍ لنوال رضا الله وشفاعته ﷺ.
الصلاة على النبي ﷺ باب الذكر والانجذاب إلى طريق الله
ختم الدكتور علي جمعة منشوره بالتأكيد على أن الصلاة على رسول الله ﷺ من أعظم الأذكار، بل إن الله سبحانه قرن اسمه باسم نبيه في الذكر، مما يدلّ على شرف هذا المقام، وجلال هذا الذكر.
فهي مفتاح من مفاتيح السير إلى الله، ووسيلة صادقة لجلب البركة والخير والنور في الحياة