«الموت البطيء».. غيد قاسم : أكثر من 3000 أسير غزي في سجون الاحتلال

أكدت المحامية غيد قاسم، المتخصصة في شؤون الأسرى، أن هناك أكثر من 3000 أسير فلسطيني من قطاع غزة يقبعون في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، يعيشون أوضاعًا مأساوية يُحرمون فيها من أبسط الحقوق الإنسانية، مشيرة إلى أن ما يتعرضون له لا يمكن وصفه إلا بـ"الموت البطيء بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

جاءت تصريحات قاسم خلال مداخلة عبر تطبيق "ZOOM" مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور"، حيث سلطت الضوء على الانتهاكات المتزايدة بحق المعتقلين الفلسطينيين، خصوصًا من أبناء غزة، بعد العدوان الأخير.

منطق الانتقام يقود السجون

كشفت قاسم، أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي تغيرت بالكامل بعد 7 أكتوبر، حيث انتقلت من نهج "الاحتجاز القانوني" – كما يُدعى – إلى نهج انتقامي صارخ، تقوده شخصيات سياسية بارزة مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي لا يخفي علنًا دعوته لتشديد العقوبات على الأسرى الفلسطينيين.

وأضافت أن هذه السياسة تتجسد في حرمان الأسرى من الطعام الكافي، والعلاج، والاحتكاك بالعالم الخارجي، وحتى الهواء النقي، مؤكدة أن إدارة السجون تتعامل مع الغزيين تحديدًا كـ"كائنات غير بشرية"، ما يبرر – من وجهة نظرهم – ممارسة أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي.

قيود على المحامين

وأشارت المحامية إلى أن الدفاع القانوني عن المعتقلين بات مستحيلًا تقريبًا، حيث يُمنع المحامون من اللقاء بحرية مع موكليهم، قائلة: "في حال سُمح لنا بالزيارة، فإنها تكون تحت رقابة كاملة، ولا تتجاوز الخمس دقائق، دون أي ضمانات للخصوصية أو لحرية الحديث".

وأكدت أن الدكتور حسام أبو صفية، أحد أبرز المعتقلين من الكوادر الطبية، مُنع من لقاء أي محامٍ لأكثر من شهرين، وتمكنت هي من زيارته لأول مرة بعد نحو 90 يومًا من الاعتقال، في ظروف وصفتها بأنها "لا آدمية على الإطلاق".

زيارة مشروطة

أثناء الزيارة الوحيدة، تفاجأت قاسم بأن الدكتور حسام لم يكن على دراية بما إذا كانت عائلته على قيد الحياة بعد القصف الذي تعرض له قطاع غزة أم لا، ولم يُسمح له بالتحدث بحرية، كما لم يُمنح أي فرصة لسماع أخبار عن زوجته أو أطفاله، وتقول قاسم: "عندما دخلت عليه، لم يعرف إذا كان يعيش كابوسًا أم حقيقة.. بدا وكأنه ينتظر نهاية لا يعرف شكلها".

في ختام مداخلتها، وجهت المحامية نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، قائلة: "ما يحدث داخل السجون الإسرائيلية تحت إدارة سياسية متطرفة هو جريمة حرب متكاملة، وإذا لم يتحرك العالم فورًا، فإننا سنشهد كارثة إنسانية تطال آلاف الأرواح البريئة".