بسمة وهبة: الطبيب حسام أبو صفية يتعرض لموت بطيئ خلف القضبان

كشفت الإعلامية بسمة وهبة - من خلال نداء إنساني - عن الانتهاكات الصادمة التي يتعرض لها الطبيب الفلسطيني المعتقل حسام أبو صفية، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن ما يتعرض له تجاوز حدود الإنسانية وتحول إلى "إعدام بطيئ بلا محاكمة".
عقاب على الواجب
في مداخلة مؤثرة عبر برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، عبّرت بسمة وهبة عن ذهولها من حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الطبيب حسام أبو صفية، مشددة على أن جرمه الوحيد كان رفضه مغادرة المستشفى أثناء القصف الإسرائيلي، واختياره البقاء لإنقاذ الأرواح.
وقالت: "هذا رجل لم يكن في معركة، بل في ميدان إنساني، اختار أن يداوي الجراح بدلًا من أن يهرب بنفسه، فكان جزاؤه الاعتقال والتنكيل".
تحقيقات مطولة وعزلة
نقلت بسمة وهبة عن محامية الطبيب، غيد القاسم، أن الدكتور حسام يخضع لأربع جلسات تحقيق أسبوعيًا، تمتد كل واحدة منها بين 7 و8 ساعات، في ظروف نفسية وجسدية بالغة السوء.
وأضافت: "في واحدة من الفترات، وُضع في زنزانة انفرادية 25 يومًا متواصلة دون أن يرى نور الشمس أو يسمع صوتًا بشريًا.. إنها عزلة تدمّر النفس وتكسر الجسد".
تعذيب ممنهج ووزن يتناقص
وأشارت إلى أن الطبيب فقد أكثر من 20 كيلوجرامًا من وزنه خلال فترة احتجازه، وتعرض لكسور في الضلوع نتيجة الضرب المبرح، دون تلقي أي رعاية طبية، معتبرة أن الإهمال الطبي المتعمد شكل آخر من أشكال التعذيب.
وتابعت: "هذه ليست إجراءات قانونية، بل وسائل قمع ممنهج تهدف إلى كسر إرادته والنيل من شخصيته المهنية والإنسانية".
ضغوط لانتزاع اعترافات
بحسب ما نقلته وهبة، يتعرض أبو صفية لضغوط نفسية مكثفة لإجباره على الاعتراف بتهم لا صلة له بها، وقالت بسمة: "الاحتلال يُمارس تعذيبًا جسديًا ونفسيًا متواصلًا كي ينتزع منه ما يبرر احتجازه، رغم خلو سجله من أي نشاط سياسي أو عسكري".
وأكدت أن هذا المسلك مخالف لكل الأعراف الدولية، قائلة: "أي قانون يسمح بتجريد إنسان من كرامته لأنه أنقذ حياة طفل؟".

رمز المقاومة الإنسانية
وصفت وهبة الدكتور حسام بأنه "رمز للمقاومة الإنسانية"، مشيرة إلى أن قضيته تجاوزت حدود السجن، لتتحول إلى قضية ضمير عالمي. وقالت: "هذا الرجل لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل آلاف الأطباء الذين يعملون في ظروف مستحيلة تحت القصف".
واختتمت وهبة رسالتها بنداء إلى المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، للتحرك الفوري والضغط من أجل الإفراج العاجل عن الطبيب حسام أبو صفية، مؤكدة أن السكوت عن هذه الانتهاكات يفتح الباب لجرائم أوسع ضد الإنسانية.
وشددت: "كل يوم يمضي، هو بمثابة موت بطيء لهذا الرجل.. ولا يجوز أن يبقى وحده خلف جدران السجن، بينما العالم ينظر في الاتجاه الآخر".