عاجل

دار الإفتاء : الحجاب واجب شرعي والنقاب اجتهاد شخصي (فيديو)

الشيخ محمد كمال
الشيخ محمد كمال

في توضيح فقهي هام يهدف إلى تصحيح المفاهيم المنتشرة بين الناس، أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك التباسًا واسعًا لدى البعض بين الحجاب والنقاب، مشددًا على ضرورة التفرقة بين ما هو فرض شرعي وما هو من باب العادة أو المباح.

الحجاب فريضة 

وخلال استضافته في برنامج "فتاوى الناس"،  على قناة "الناس"، أوضح الشيخ محمد كمال أن الحجاب، والمقصود به تغطية الجسد كله عدا الوجه والكفين، هو فرض شرعي بإجماع العلماء، ولا خلاف في ذلك بين المذاهب الفقهية.

وأشار إلى أن ما ترتديه غالبية النساء المسلمات اليوم من غطاء للرأس والجسم دون تغطية الوجه والكفين، هو ما يُقصد بالحجاب الشرعي الذي فرضه الإسلام على المرأة المسلمة.

النقاب عادة لا فريضة

أما بخصوص النقاب، فأكد أمين الفتوى أنه لا يُعد فريضة شرعية، وإنما هو من الأمور المباحة التي لا يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، موضحًا أن النقاب يُقصد به تغطية الوجه بالكامل، وهو ما لم تأمر به الشريعة الإسلامية صراحةً.

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنتقب المرأة المحرمة"، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وقال الشيخ إن هذا الحديث دليل واضح على أن النقاب ليس فرضًا، إذ لو كان كذلك لكان أولى أن يُفرض في الحج، وهي العبادة التي تتطلب أعلى درجات الالتزام.

توجيه بدون إلزام

وتعزيزًا لرأيه، أشار الشيخ محمد كمال إلى موقف آخر من السُنة، وهو أن امرأة جاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم والفضل بن عباس كان ينظر إليها، فصرف النبي وجه الفضل عنها، ولم يأمر المرأة بتغطية وجهها، مما يدل على أن كشف الوجه لم يكن ممنوعًا ولا منكرًا شرعيًا.

وأضاف أن جمهور العلماء، ومنهم فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية في أحد أقوالهم، والحنابلة في رواية، يرون أن الوجه والكفين ليسا من العورة، وبالتالي لا يجب تغطيتهما.

<strong> الإعلامية زينب سعد الدين</strong>
 الإعلامية زينب سعد الدين

النقاب خيار شخصي

وأكد الشيخ أن النقاب يبقى خيارًا شخصيًا، من أرادت ارتداءه من باب الورع أو الاحتياط فَلها ذلك ولها أجرها، ومن اختارت الالتزام بالحجاب الشرعي دون النقاب فلا إثم عليها، بشرط أن يكون الحجاب ساترًا وغير ملفت للنظر.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، وأن التشدد أو التسيب في تطبيق الأحكام الشرعية يؤدي إلى الفهم الخاطئ للدين، مشددًا على أهمية العودة إلى أهل العلم لفهم الأمور الشرعية بشكل صحيح.

تم نسخ الرابط