خالد الجندي: الطلاق في الإسلام تشريع منضبط وليس قرارًا انفعاليًا

في توضيح ديني مهم هدفه تصحيح المفاهيم المغلوطة حول قضية الطلاق، شدد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن الطلاق في الإسلام ليس فعلًا لحظيًا أو انفعاليًا، بل هو تشريع إلهي منظم تحكمه ضوابط دقيقة مستندة إلى القرآن الكريم وسنة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
الطلاق ليس كلمة تُقال في لحظة غضب
وخلال ظهوره في برنامج "لعلهم يفقهون" على شاشة قناة DMC، انتقد الجندي بشدة ما يجري في بعض البيوت من إطلاق ألفاظ الطلاق دون وعي أو التزام بالشروط الشرعية، وعلّق ساخرًا:" مش يصح يصحى من النوم يقول لها: يا نوال، أنتِ طالق! مفيش الكلام ده في الشرع."
وأوضح أن الطلاق، كالصلاة والوضوء، عبادة لها شروط وأحكام، مشيرًا إلى أنه لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته في أي وقت، بل يشترط أن تكون في طهر لم يُجامعها فيه، حتى يكون الطلاق واقعًا بشكل شرعي.
ضوابط قرآنية صارمة
واستند الجندي في حديثه إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ"، مشيرًا إلى أن "لام" العدّة تعني الاستعداد لها، أي أن يتم الطلاق في بداية طُهر جديد، لم يحدث فيه جماع، لكي تبدأ العدة بشكل شرعي سليم.
وبيّن أن مخالفة هذا الترتيب يخرج الطلاق من إطاره الشرعي المنظم، وقد يؤدي إلى بطلانه أو إلى تعقيد الأمور الشرعية والحقوقية المرتبطة به.
الرجعة والبينونة.. فقه دقيق
كما تناول الجندي أحكام الرجعة والبينونة، موضحًا أن المطلقة تعتد بثلاثة أطهار حسب المذهبين المالكي والشافعي، وأن الزوج يمكنه إرجاع زوجته أثناء هذه العدة إذا كانت الطلقة الأولى أو الثانية، دون الحاجة إلى موافقتها، لأنها لا تزال في حكم الزوجة.
أما في حال الطلقة الثالثة، فأكد أن الزواج يصبح بائنًا بينونة كبرى، ولا تحل المرأة لزوجها السابق إلا بعد زواج شرعي بآخر ينتهي بالطلاق أو الوفاة، وفقًا لما نصت عليه الشريعة الإسلامية.

تشريع يحفظ الكرامة
واختتم الجندي حديثه برسالة توعية للمجتمع، مؤكدًا أن الطلاق ليس أداة للانتقام أو الهروب من المسؤولية، بل تشريع إلهي يهدف إلى تنظيم العلاقة الزوجية إذا استحالت العِشرة.
وقال: "الناس لازم تفهم أن الطلاق مش قرار لحظي، ده تشريع إلهي منظم يهدف إلى الحفاظ على الكرامة والحقوق، وما فيش حاجة في ديننا بتمشي بعشوائية، حتى الانفصال له آدابه وأحكامه".