عاجل

الهند - باكستان

الهند تدرس توجيه ضربة عسكرية لباكستان بعد هجوم كشمير

الهند تدرس توجيه
الهند تدرس توجيه ضربة عسكرية لباكستان

في أعقاب هجوم «باهالغام» بالجانب الهندي من إقليم كشمير، اتجهت معظم المؤشرات إلى احتمال توجيه الهند ضربة عسكرية ضد باكستان، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث هجمات بالاكوت عام 2019. 

ففي فبراير الماضي، وبعد هجوم في «بولواما» بالجزء الهندي من كشمير، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 جنديًا هنديًا، نفذت الهند غارات جوية استهدفت منطقة «بالاكوت» شمالي باكستان، مدعيةً أنها ضربت مخابئ تابعة لمسلحين.

لكن باكستان نفت أن تكون الغارات أصابت أهدافًا حقيقية، مشيرة إلى أنها استهدفت منطقة غابات غير مأهولة، وردت على الفور بغارات جوية مضادة قرب مواقع عسكرية هندية، دون تسجيل إصابات. 

كما شهدت تلك الأزمة مواجهة جوية بين الطرفين أدت إلى إسقاط طائرة هندية وأسر طيارها، أبيناندان فارتامان، الذي أُطلق سراحه بعد يومين من احتجازه.

<span style=
الهند تدرس توجيه ضربة عسكرية لباكستان

الهند تدرس توجيه ضربة عسكرية لباكستان

مع تصاعد الدعوات لرد عسكري بعد هجوم «باهالغام»، صرح وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، بأن الهند لن تتهاون مع الإرهاب، مشيرًا إلى أن بلاده سترد ليس فقط على منفذي الهجوم، بل أيضًا على من خطط ودعم العملية من وراء الكواليس. 

وجاءت تصريحاته خلال محاضرة مارشال سلاح الجو أرجان سينغ التذكارية التي أُقيمت في نيودلهي بتاريخ 23 أبريل. 

وفي الجانب الآخر، يرى مسؤولون أمنيون ومحللون باكستانيون أن خيار الرد العسكري الهندي بات مطروحًا بجدية، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه استعداد بلادهم الكامل لمواجهة أي تحرك مماثل. 

ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني باكستاني، إن القوات الباكستانية في حالة تأهب قصوى، إلا أنهم يفضلون عدم الإدلاء بتصريحات صاخبة حول جاهزيتهم العسكرية. 

وأضاف: «إذا كانت الهند تعتقد أنها يمكن أن تتحرك دون رد، فهي مخطئة. لكننا نُدرك أن امتلاك الجانبين لأسلحة نووية يفرض مسؤولية كبيرة، ويستوجب الحذر في التصعيد».

<span style=
الهند تدرس توجيه ضربة عسكرية لباكستان

وتساءل المصدر ذاته عن جدوى إلقاء اللوم على باكستان في هذا التوقيت بالذات، مشيرًا إلى أن الهجوم وقع على بُعد نحو 200 كيلومتر من خط السيطرة، أي الحدود الفعلية بين البلدين، وذلك رغم وجود أكثر من 500 ألف عنصر من قوات الأمن الهندية في كشمير. 

كما تساءل عن المنطق السياسي الذي يمكن أن يدفع باكستان لتنفيذ مثل هذا الهجوم تزامنًا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى الهند، مؤكدًا أن ذلك يُفقد الاتهام الهندي مصداقيته.

شبح الحرب بين الهند وباكستان

تُشير هذه التطورات إلى أن المناوشات المتكررة بين الهند وباكستان لا تزال تُهدد بإشعال صراع أوسع، في ظل التوترات المتصاعدة بين قوتين نوويتين يبلغ عدد سكانهما معًا أكثر من 1.5 مليار نسمة. 

وقد تمضي الهند في تنفيذ ضربة عسكرية شبيهة بتلك التي نفذتها عام 2019، لكن هذه المرة «قد تكون أكثر وضوحًا»، وفق خبراء.

ورغم الغضب الشعبي والإعلامي المتصاعد في الهند عقب الهجوم، تواجه دلهي الآن تحديًا استراتيجيًا أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في 2019، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة مع الصين، ما قد يُجبر القيادة الهندية على التريث في ردها ودراسة مآلات التصعيد بدقة.

يُذكر أن الصين، الجارة الشمالية للهند، تُعد من أقرب حلفاء باكستان، وقد شهدت علاقتها مع الهند توترًا شديدًا بلغ ذروته في صدام حدودي محدود في يونيو 2020.

<span style=
الهند تدرس توجيه ضربة عسكرية لباكستان

من جهته، اعتبر سلمان بشير، السفير الباكستاني السابق لدى الهند، أن قرارات لجنة الأمن التابعة للحكومة الهندية استندت إلى "افتراضات خاطئة" بشأن ضعف باكستان. 

وقال بشير في تصريحات إعلامية إن تلك السياسات تعكس تفكيرًا قائمًا على التمنّي والسذاجة، مع توقعه أن يكون الرد الباكستاني على أي تصعيد عسكري هندي متزنًا ومتناسبًا مع التحدي.

وأوضح بشير، الذي تولى أيضًا وزارة الخارجية الباكستانية بين عامي 2008 و2012، أن نية الهند تنفيذ عمل عسكري قد تكون واردة، لكن تنفيذ مثل هذه الخطوة في ظل التعقيد التاريخي بين البلدين يُعد معضلة يصعب تجاوزها. 

وأضاف أنه لا يمكن لباكستان أن تُراهن على حسن نية الهند أو أن تعتبر التصعيد حلًا، ولذلك لا بد من الاستعداد لمختلف السيناريوهات، رغم ضيق مساحة التحرك الدبلوماسي. وأشار إلى إمكانية حدوث مبادرات غير علنية، لكنه عبّر عن شكوكه في وجود مثل هذه القنوات في الوقت الراهن.

باكستان سترد بقوة على الهند 

يشير خبراء إلى أن باكستان اليوم أكثر استقرارًا من السنوات السابقة، وأن قيادة الجيش الجديدة بقيادة الجنرال عاصم منير قد تتخذ موقفًا أكثر حزمًا من ذي قبل، لاسيما بعد اتهام الهند بتنفيذ "عمليات بالوكالة" داخل الأراضي الباكستانية.

وقد ألقت باكستان اللوم على الهند في أعمال عنف داخل أراضيها، بينها الهجوم الذي وقع في مارس الماضي، على قطار "جعفر إكسبريس"، والذي يُعتبر أول عملية اختطاف لقطار في تاريخ البلاد، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصًا. 

ونسبت باكستان الهجوم للانفصاليين البلوش، واعتبرته جزءًا من تحركات تنفذها جهات مدعومة من الخارج.

<span style=
الهند تدرس توجيه ضربة عسكرية لباكستان

ومع ذلك، فشل كلا البلدين في الاستفادة من أزمة عام 2019 لاستخلاص دروس بناءة. وذكر أن التهدئة التي أعقبت ذلك العام كانت نتيجة مبادرة مصالحة من قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال باجوا، إلى جانب تركيز الهند على صراعها الحدودي مع الصين وطموحاتها في أن تصبح قوة عالمية. لكن تطورات الأحداث الأخيرة تُظهر أن العلاقة بين الجارتين آخذة في التدهور مجددًا.

وفي ختام تصريحاته، قال السفير السابق سلمان بشير إن باكستان قد تُبادر إلى خطوة لافتة لتخفيف حدة التوتر، تتمثل في إعلان رئيس الوزراء شهباز شريف عن زيارة إلى الهند، معتبرًا أن العلاقات بين البلدين بلغت درجة من التوتر تستوجب تحركًا جريئًا. 

وأضاف: «عندما يصل بندول العلاقة إلى هذا الحد من التطرف، فإن المبادرات غير التقليدية تصبح ضرورة لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح».

تم نسخ الرابط