دراسة: التحكم في ضغط الدم يحمي الدماغ ويخفض خطر الإصابة بالخرف

في الوقت الذي يتزايد فيه القلق العالمي من أمراض الشيخوخة، وعلى رأسها الخرف والزهايمر، تكشف دراسة طبية جديدة عن علاقة وثيقة بين التحكم في ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر، وهذا الاكتشاف العلمي يفتح باب الأمل في التحكم في الضغط أمام الملايين حول العالم، خاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن، فما حقيقة هذا الرابط؟ وكيف يمكن للسيطرة على ضغط الدم أن تؤثر فعليًا على التحكم في الضغط وصحة الدماغ والوقاية من التدهور المعرفي؟ هذا ما سوف نستعرضه في السطور التالية.
نتائج مذهلة حول صحة الدماغ
أجريت الدراسة على آلاف المشاركين من فئات عمرية مختلفة، وتم تتبع حالاتهم الصحية والمعرفية لسنوات، ووجد الباحثون أن التحكم في ضغط الدم، خاصة بعد سن الخمسين، يقلل بشكل كبير من خطر تطور أعراض الخرف لاحقًا.
كشفت الدراسة، عن الأشخاص الذين حافظوا على ضغط دمهم في المستويات الصحية الطبيعية كانت لديهم فرصة أقل بنسبة تصل إلى 25% للإصابة بالخرف، مقارنة بأولئك الذين أهملوا العلاج أو لم يتابعوا ضغطهم بانتظام.
العلاقة بين ضغط الدم وخلايا الدماغ
يوضح الخبراء، أن ارتفاع ضغط الدم يسبب ضررًا تدريجيًا على الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الدماغ، ومع الوقت، يؤدي هذا الضرر إلى نقص تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى مناطق محددة من الدماغ، مما يؤثر على وظائف الذاكرة والتركيز واتخاذ القرار.
وهذا الضرر المزمن يُعد من العوامل المحفزة لظهور علامات الخرف المبكر، حتى وإن لم يكن المريض يعاني من الزهايمر بشكل مباشر.
ضغط الدم والسيطرة الوقائية: أسلوب حياة أم علاج فقط؟
السيطرة على ضغط الدم لا تعني فقط تناول الأدوية، بل هي منظومة وقائية متكاملة تشمل نمط الحياة والغذاء والحالة النفسية. وتشمل خطوات الوقاية:
- تقليل تناول الملح والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو السباحة.
- النوم المنتظم الجيد.
- تجنب التدخين وتقليل الكافيين.
- التحكم في التوتر والضغوط النفسية.
- هذه العوامل لا تحمي القلب فقط، بل تمتد فائدتها إلى حماية الدماغ من التلف المرتبط بتقدم السن.
دور الأدوية في الحماية المعرفية
من المفاجئ أن الدراسة أثبتت أن بعض أنواع أدوية ضغط الدم تساهم في تحسين تدفق الدم إلى المخ، وبالتالي تؤدي دورًا غير مباشر في الحفاظ على الوظائف الإدراكية.
لكن الباحثين أشاروا إلى أن المفتاح الأساسي هو الاستمرارية في العلاج، وعدم التوقف المفاجئ دون استشارة الطبيب، لأن اضطراب ضغط الدم المفاجئ هو أحد العوامل الخطرة على صحة الدماغ.
كيف تؤثر فترات الطفولة على فرص الإصابة؟
وأشارت الدراسة، إلى أن تأثير ضغط الدم على الدماغ ليس لحظيًّا، بل تراكمي على مدى السنوات، لذا، فإن الاهتمام المبكر، منذ مراحل البلوغ وحتى منتصف العمر، يُعد عنصرًا حاسمًا في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
كلما بدأت العناية بصحة القلب وضغط الدم في وقت مبكر، زادت فرص الحفاظ على الدماغ نشطًا وسليمًا في الشيخوخة،
الخرف ليس قدرًا محتومًا من الأخطاء الشائعة الاعتقاد أن الخرف والزهايمر هما قدر لا مفر منه مع التقدم في العمر. لكن العلم الحديث يؤكد أن الخرف يمكن تأجيله أو حتى تجنبه من خلال تعديل نمط الحياة والسيطرة على الأمراض المزمنة.
ووفقًا للخبراء، فإن 60% من عوامل الخطر للخرف يمكن التحكم فيها، مثل السكري، السمنة، ارتفاع ضغط الدم، قلة النشاط البدني والعقلي، والعزلة الاجتماعية.
نصائح عملية لحماية دماغك
- راقب ضغط دمك دوريًا، حتى إن لم تكن مصابًا.
- تناول غذاء متوازن غني بالخضروات والفواكه.
- مارس الرياضة، حتى المشي البسيط له تأثير إيجابي.
- نم جيدًا، فالنوم يعزز من عملية تنظيف الدماغ من السموم.
- شارك في أنشطة اجتماعية وتحفيزية للعقل مثل القراءة والألعاب الذهنية.
- استشر طبيبك بانتظام إذا كنت مريض ضغط دم أو في مرحلة ما قبل الارتفاع.