"إبادة ممنهجة".. متحدث فتح: الاحتلال يسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني في غزة

اتهم عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ "إبادة جماعية ممنهجة" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في إطار مشروع توسعي يهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني بالكامل.
وأوضح خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز" أن ما يحدث في القطاع ليس مجرد تصعيد عسكري بل خطة مدروسة تهدف إلى عزل غزة عن محيطها الوطني والقضاء على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار إلى أن هذا العدوان يُدار بعقلية توراتية متطرفة، لا تعترف بالحقوق الفلسطينية، حيث يستمر القصف والتجويع ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
تصريحات عباس
وفي تعليقه على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة، قال دولة إنها عبّرت عن حالة من "الغضب والحسرة" إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من دمار ومعاناة مستمرة، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تؤكد ضرورة التحرك السياسي الفوري لمواجهة هذا الوضع الكارثي، وإنهاء التشرذم الداخلي الذي يستغله الاحتلال لتوسيع عدوانه وتفكيك النسيج الوطني الفلسطيني.
ووجّه المتحدث باسم حركة فتح دعوة صريحة لحركة حماس من أجل اتخاذ خطوات جدية نحو التحول إلى حزب سياسي، والاندماج في الإطار الوطني الفلسطيني الموحد، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يدفع ثمن الانقسام إلى الأبد، إذ أن الأولوية اليوم يجب أن تكون لتوحيد الصفوف لمواجهة المشروع الإسرائيلي، لا للاستمرار في المناكفات السياسية والصراعات الفئوية.
الانقسام الفلسطيني
أكد عبد الفتاح دولة أن الانقسام الفلسطيني القائم منذ أكثر من 15 عامًا يُعد أحد أكبر التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، منوهًا إلى أن تصريحات خالد مشعل السابقة حول خطأ حماس في محاولة التفرد بالحكم لا تزال قائمة، ولكن دون ترجمة فعلية على أرض الواقع. وطالب الحركة بتحمل المسؤولية الوطنية، والابتعاد عن الولاءات الإقليمية التي تعرقل الجهود نحو المصالحة.
في معرض حديثه عن الأدوار الإقليمية، أشار دولة إلى أن بعض الأطراف الإقليمية تستغل الانقسام الفلسطيني لتحقيق مصالحها، مؤكدًا في الوقت نفسه على الموقف المصري الثابت والداعم لوحدة الصف الفلسطيني، والداعي إلى تحقيق المصالحة الوطنية من خلال الحوار والعمل المشترك.

الموقف الإقليمي
واختتم المتحدث باسم حركة فتح بالتأكيد على أن ما تشهده غزة اليوم يمثل اختبارًا حقيقيًا للقيادة الفلسطينية بكل أطيافها، مؤكدًا أن إنهاء الانقسام ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وطنية ملحة في مواجهة مشروع الإبادة والتصفية، مشددًا على أن استعادة الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني باتت المهمة الأكثر إلحاحًا في ظل التهديدات غير المسبوقة التي تطال الحقوق التاريخية والمستقبلية للشعب الفلسطيني.