عاجل

فضيحة استثمارية جديدة تضرب السوق المصري تحت ستار "مشاهدة الإعلانات"

ضحايا منصة "at": أين ذهبت أموالنا ومتى تتحرك الجهات الرقابية؟

منصة at
منصة at

في ظل اتساع رقعة المنصات الرقمية غير الموثوقة، برزت خلال الأشهر القليلة الماضية منصة تدعى at  زعمت أنها تقدم نموذجا مبتكرا للربح مقابل مشاهدة الإعلانات، لتتحول سريعا إلى واحدة من أكثر الكيانات إثارة للجدل على الساحة المصرية.

يسلط "نيوز رووم" الضوء على أساليب النصب الإلكتروني تحت غطاء الاستثمارعبر منصة at، وكشفت مجموعة من الضحايا عن تفاصيل تجربتهم، والتي تبين أنها متورطة في عمليات احتيال ممنهجة استهدفت عدد من الأفراد.

بدأت القصة حينما رشح أحد أصدقاء "محمد. أ"، والذي كان يحظى بثقة كاملة، المنصة له، فأُعجب "محمد" بفكرة الاستثمار وقرر البدء بمبلغ تجريبي قدره 3000 جنيه، وخلال الأيام الثلاثة الأولى، بدا أن الأمور تسير بشكل طبيعي، حتى توقفت عن استخدامها طوال شهر رمضان، لأنه شهر للعبادة والتقرب إلى الله.

وقال "محمد": "بكل صراحة فكرت فى زيادة المبلغ"، لكنه تراجع عن الفكرة، وأضاف: "الحمد لله إني ما زودتش المبلغ".

وظهرت مديرة مزعومة للمنصة تدعى "إيميليا"، بعد شهر رمضان لتعلن أن النشاط سيستأنف تدريجيا لكن بوتيرة أبطأ من السابق. 

فى ذلك الوقت حاول المتضررون، استرجاع المبالغ المدفوعة أولا، ثم يبدأون فى الخروج من المنصة، لكن المفاجأة الصادمة كانت أن أكثر من 100 فرد ضمن مجموعة واحدة فقط وجدوا حساباتهم مجمدة، دون سابق إنذار، وعند التواصل عبر مجموعة واتساب الخاصة بالمنصة، تبين أن كثير من المستخدمين تعرضوا لنفس المشكلة.

واكتشف الضحايا أن المنصة تتبع نفس الأسلوب وهو حذف المستخدمين السابقين بعد فترة قصيرة، بهدف استقطاب ضحايا جدد وإيهامهم بأرباح وهمية،  لكن يسمح فقط باستمرار المستخدمين الذين يجذبون أفراد جدد بشكل يومي.

وأكد "محمد" لـ نيوز رووم، رفضنا نكون شركاء في النصب على ناس تانية"، موضحا  أن مجموعته قررت التوقف عن دعوة أي شخص جديد، بعد أن اتضح لهم أن المنصة تعتمد على التلاعب والطمع لجني الأموال بطرق غير مشروعة.

وقال أحد الضحايا ويدعى "مدحت. ح" إن المنصة ظهرت قبل نحو أربعة أو خمسة أشهر، مصحوبة بتطبيق يمكن تحميله على الهواتف المحمولة، يتم الاشتراك فيه من خلال مشاهدة عدد محدد من الفيديوهات الإعلانية يوميا، مقابل عائد مالي.

وأكد أنه في البداية، تم تقديم ما يشبه "برنامج تدريب" يشمل مشاهدة فيديوهات مقابل 120 جنيها يتم تحويلهم على محفظة تليفونك فى نفس اليوم، ثم طرحت خطط اشتراك مدفوعة تبدأ من 900 جنيه وتصل إلى 10 آلاف جنيه، والتي وصفتها المنصة بأنها "وديعة" تحتجز لمدة 9 أشهر.

وأضاف: "دخلت في البداية بمبلغ 3000 جنيه، ثم رفعت مساهمتي إلى 10 آلاف، وكان العائد مغريًا، كنت أشاهد 15 فيديو إعلاني يوميا مقابل 360 جنيها تحول مباشرة إلى المحفظة الإلكترونية، وبدا الأمر حقيقيا في البداية"، وأكد أن الأمور اختلفت تماما، حينما بدأت المنصة في مطالبة المستخدمين بدعوة أفراد جدد للاشتراك بمبالغ مالية لضمان استمرارية الأرباح، ثم توقفت فجأة عن العمل خلال شهر رمضان، وعادت بشكل جزئي فى اواخر شهر رمضان ثم توقفت مرة أخرى خلال أيام عيد الفطر المبارك ثم عادت بعد عيد الفطر، وسط حالة من الترقب والقلق بين المشتركين، الذين امتنع معظمهم عن إضافة أصدقاء جدد خشية التورط في عملية خداع جماعي، وأرسلت المنصة تحذيرا تفيد فيه بأن المجموعة غير فعالة، قبل أن يتم حظر التطبيق بشكل مفاجئ، وتجميد الأموال الموجودة داخله.

وأكد "مدحت" أن القائمين على المنصة بدأوا تدريجيا في حذف المستخدمين القدامى واستبدالهم بآخرين جدد. 

"أتمنى أن نجد حلًا لمثل هذه المنصات في مصر"، يختتم "مدحت" حديثه، مناشدا الجهات المختصة بضرورة التدخل وحماية المواطنين من الوقوع في فخ المنصات الإلكترونية الخادعة التى تتخفى وراء الربح السهل والسريع.

وتثير هذه القضية تساؤلات عديدة حول غياب الرقابة على هذه الكيانات الرقمية، وضرورة توعية المستخدمين بمخاطر الاستثمار غير الموثوق عبر الإنترنت، في وقت تتزايد فيه منصات النصب تحت شعارات براقة من الأرباح السريعة.

تم نسخ الرابط