إسرائيل في دوامة الفوضى... حكومة نتنياهو بين الفشل والصراعات الداخلية

أفاد موقع “والا” العبري بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية ركّزت هذا الأسبوع على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، وسط مخاوف من سقوط حكومة نتنياهو في حال تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق المحتجزين. لكن هذا السيناريو لم يتحقق بعد، وهو ما وصفته الصحف العبرية بالأمر "المؤسف"، متسائلة: لماذا نحتاج إلى حكومة لا تعمل لصالحنا؟
هل الهدف هو دعم شركات الطيران مثل "إل عال"؟ أم تأمين امتيازات الوزراء؟ أم أن الأمر يتعلق فقط بحماية نتنياهو من مشاكله القانونية والصحية؟ الإجابة على كل ذلك، وفقًا للموقع، هي: نعم.
وأشار التقرير إلى أن وزراء الحكومة الحالية يجب أن يُحالوا إلى مكاتب التشغيل أو مؤسسات إعادة التأهيل، حيث أثبت أداؤهم خلال العامين الماضيين أنهم يخدمون رغماً عنهم.
حكومة بلا إنجازات
نتنياهو، الذي يحتقر شركاءه السياسيين سرًا، كان سيتخلص منهم لو حقق إنجازًا ينسيه صدمة 7 أكتوبر، لكن ذلك لم يحدث. في غضون ذلك، يتجاهل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التزاماته، ما تسبب في عجز بلغ 136 مليار شيكل عام 2024، وتضخم بنسبة 3.2٪.
أما وزير الإسكان إسحاق جولدكنوف، فقد دفع أسعار العقارات للارتفاع بنسبة 7.8٪ بسبب نقص العمالة الفلسطينية وهروب العمال الأجانب، بينما تُخصص مشاريع الإسكان لصالح الحريديم فقط.
وفي قطاع الأمن، تركت استقالة وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيتمار بن جفير وزارة الأمن العام بلا قيادة، ما أدى إلى تفاقم الجريمة في المجتمع العربي، حيث ارتفعت جرائم القتل من 13 حالة في يناير 2024 إلى 29 حالة في يناير 2025. ورغم ذلك، أسند نتنياهو حقيبة الأمن العام لوزير السياحة حاييم كاتس، إلى جانب ثلاث وزارات أخرى!
إخفاقات بالجملة
وزيرة المواصلات ميري ريجيف اختتمت عام 2024 بزيادة 20٪ في وفيات حوادث السير مقارنة بعام 2023، حيث شكّل الأطفال 10٪ من الضحايا. أما وزير العدل ياريف ليفين، فقد استمر في تأجيج الفوضى القانونية، متسببًا في تمزيق المجتمع الإسرائيلي عبر محاولاته للسيطرة على القضاء.
وعلى الصعيد التعليمي، فشل وزير التعليم يوآف كيش في وقف تراجع مستوى الطلاب، حيث انخفض تصنيف إسرائيل في الرياضيات من المركز التاسع إلى الثالث والعشرين عالميًا خلال خمس سنوات.
استثناءات نادرة
رغم الصورة القاتمة، أشار التقرير إلى بعض الوزراء الذين قدّموا إنجازات، مثل وزير الطاقة إيلي كوهين الذي دفع بإصلاحات في النقل والكهرباء، ووزير الاقتصاد نير بركات الذي يسعى لخفض أسعار المنتجات المستوردة. كما تمكّن وزير السياحة حاييم كاتس من إبقاء قطاع الفنادق صامدًا خلال الحرب.
في النهاية، وسط هذا الكم من الفوضى، تبقى إنجازات الحكومة الإسرائيلية مجرد نقاط صغيرة في بحر من الإخفاقات المتتالية.