عاجل

غزة أم جرينلاند الولاية الأمريكية رقم 51؟ أسبوع جامح للسياسة الخارجية الأمريكية

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

لم تكن الأسابيع القليلة الأولى لإدارة ترامب في السلطة أقل من فوضوية، مع موجة من الأوامر التنفيذية والمقترحات السياسية الجريئة والتصريحات المثيرة للجدل التي تركت الحلفاء والخصوم في حالة من الفوضى لمواكبة التطورات.

ووفقا لتحليل إيما آشفورد وماثيو كرونيج، في مجلة فورين بوليسي، فمن التهديدات بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك إلى المناقشات حول احتلال غزة والاستحواذ على جرينلاند، كان نهج الإدارة في السياسة الخارجية غير متوقع ومزعج.

في عمود هذا الأسبوع، تناقش إيما آشفورد من مركز ستيمسون وماثيو كرونيج من المجلس الأطلسي الآثار المترتبة على هذه التطورات السريعة، مع التركيز على الاقتراح الأكثر إثارة للجدال: الاحتلال الأميركي المحتمل لغزة.

غزة: ريفييرا الشرق الأوسط؟

كان الاقتراح الأكثر إثارة للدهشة الذي خرج من إدارة ترامب هذا الأسبوع هو فكرة احتلال الولايات المتحدة لقطاع غزة. خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اقترح الرئيس ترامب تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى.

سارعت آشفورد إلى انتقاد الخطة، ووصفتها بأنها "كل الأفكار السيئة في فكرة واحدة". وتزعم أن الاقتراح من شأنه أن يثقل كاهل الولايات المتحدة بمسؤولية إعادة بناء الأراضي التي مزقتها الحرب، ومكافحة تمرد حماس المحتمل، والإشراف على تهجير السكان الفلسطينيين في غزة. تسأل "لماذا؟". "لبناء فنادق فاخرة على الشاطئ؟ هذا جنون تماما".

لكن كروينيج يرى اقتراح ترامب كتكتيك تفاوضي استفزازي. ويقترح أن الرئيس يتحدى الجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية والدول العربية، لتقديم حل أفضل لأزمة غزة. 

يلاحظ كروينيج: "يبدو أن ترامب لا يحب الاحتلال العسكري وبناء الدولة". "أعتقد أنه يطرح موقفا جريئا ويقول، "إذا لم يعجبك هذا، فاعرض شيئا أفضل".

مخاطر الاحتلال الأميركي

تحذر آشفورد من أن احتلال الولايات المتحدة لغزة قد يخلف عواقب وخيمة، سواء على المنطقة أو على الأمن القومي الأميركي. وتشير إلى احتمال اندلاع موجة جديدة من العنف الجهادي، فضلا عن الضغوط التي قد تفرضها على العلاقات الأميركية مع الحلفاء الرئيسيين في الشرق الأوسط. 

تقول: "الشخص الوحيد الذي سيكون سعيدا بهذا هو نتنياهو، لأنه يستطيع أن يلقي مسؤولية تنظيف الفوضى على عاتق الولايات المتحدة".

يعترف كرونيج بالمخاطر ولكنه يزعم أن اقتراح ترامب نجح في هز نقاش سياسي راكد. ويقول: "لقد جُرِّب شعار الحل القائم على الدولتين الصحيح سياسيا لأكثر من 30 عاما وفشل. إن نهج ترامب، على الرغم من كونه غير تقليدي، يجبر الجميع على إعادة النظر في افتراضاتهم".

التعريفات الجمركية والحروب التجارية

إن اقتراح غزة ليس سوى واحد من العديد من التحركات المثيرة للجدل التي اتخذتها إدارة ترامب هذا الأسبوع. كما هدد الرئيس بفرض تعريفات جمركية على كندا والمكسيك، مستشهدا بمخاوف بشأن أمن الحدود. 

في حين تم إيقاف التعريفات الجمركية في نهاية المطاف بعد أن وافقت الدولتان على تدابير أمنية إضافية، تتساءل آشفورد عما إذا كانت التنازلات ذات مغزى.

وتلاحظ: "أقل من 1 في المائة من الفنتانيل الذي يدخل الولايات المتحدة يأتي عبر الحدود الشمالية". "وقد أعاد الكنديون للتو الالتزام بشيء كانوا يفعلونه بالفعل!" كما حذرت من أن حالة عدم اليقين التي أحدثتها تهديدات ترامب بالتعريفات الجمركية قد تضر بالإنتاج الصناعي الأمريكي وتعطل العلاقات التجارية الرئيسية.

من ناحية أخرى، يرى كرونيج أن تهديدات التعريفات الجمركية هي أداة فعالة لتحقيق أهداف السياسة. 

إعادة هيكلة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية

كان التطور الرئيسي الآخر هذا الأسبوع هو خطة إدارة ترامب لإعادة هيكلة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). وتتضمن المقترحات تجميد المساعدات الخارجية، وإغلاق مقر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ونقل المنظمة إلى وزارة الخارجية.

تعترف آشفورد بأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بها عيوبها، لكنها تنتقد نهج الإدارة باعتباره عشوائيا وسوء التنفيذ. وتقول: "إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بين عشية وضحاها دون توجيه واضح للموظفين وترك مستودعات الأغذية تتعفن في الخارج هو مجرد سوء تصرف".

ويتفق كرونيج على أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بحاجة إلى الإصلاح، لكنه يزعم أن المنظمة يجب أن يعاد توجيهها لخدمة المصالح الأميركية بشكل أفضل في العصر الجديد من المنافسة بين القوى العظمى. 

يقول: "أصبحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أقرب إلى مؤسسة خيرية ممولة من دافعي الضرائب أكثر من كونها أداة للمنافسة بين القوى العظمى. لقد حان الوقت لإعادة تنظيم مهمتها".

تم نسخ الرابط