عاجل

أسرار النفحات الإلهية.. متى تتنزل على العبد ولماذا تأتي فجأة؟

أسرار النفحات الإلهية
أسرار النفحات الإلهية

كشف الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بـ جامعة الأزهر، عن مفهوم الواردات الإلهية أو النفحات الإلهية في التصوف، موضحًا أنها نعم وهبات ربانية يمنحها الله لعباده، وهي ما يرد على القلوب من معانٍ روحية وخواطر إيمانية، سواء كانت مشاعر سرور أو حزن، انشراح أو انقباض، فرح أو شوق.

ما هي الواردات الإلهية؟

أكد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن الواردات الإلهية ليست ناتجة عن مجهود شخصي أو سعي من العبد، بل هي محض فضل إلهي ورحمة تتنزل فجأة دون توقع، فتغمر قلب المؤمن بنور روحي يشعره بالقرب من الله.

أنواع الواردات الإلهية

وفي حديثه خلال برنامج "الطريق إلى الله"، الذي يُعرض على قناة "الناس"، أوضح مهنا أن النفحات الإلهية تتجلى في أشكال مختلفة، حيث تنقسم إلى نوعين رئيسيين:

ـ واردات جمال، وهي التي تمنح العبد إحساسًا بالسعادة والأنس بالله، مثل مشاعر الطمأنينة والراحة القلبية والسرور الروحي.

ـ واردات جلال، وهي التي تجعل العبد يشعر بالخشوع والهيبة والخوف من الله، فتزيده تعلقًا بالطاعة وحرصًا على التقرب إلى المولى عز وجل.

وأضاف منها، أن هذه الواردات تختلف عن المقامات الروحية، حيث إن المقامات تُكتسب من خلال الاجتهاد في الطاعة والتقوى والمثابرة، فتبدأ بمقام التوبة، ثم تتدرج إلى مقام المحاسبة، ثم الزهد، ثم التوكل، وهكذا حتى يصل العبد إلى أعلى الدرجات الروحية. 
أما الواردات فهي هبات إلهية مفاجئة، لا تتوقف على مجاهدة العبد أو اجتهاده، بل تأتي فجأة لتحرك قلبه وتضيء روحه، وقد تكون سببًا في أن يفتح الله له بابًا جديدًا من المعرفة والتقرب إليه.

الفرق بين الواردات والمقامات الروحية

وأكد مهنا أن الفرق الأساسي بين المقامات والواردات يكمن في طريقة الحصول عليهما، فالمقامات تعتمد على اجتهاد العبد وسعيه المستمر في العبادة، مثل المواظبة على الذكر والصلاة والصيام، بينما الواردات منح إلهية لا يمكن للعبد أن يسعى إليها أو يطلبها، بل تأتي في أوقات معينة، غالبًا عندما يكون القلب مستعدًا لاستقبالها، مثل لحظات الخلوة مع الله، أو أثناء الدعاء العميق، أو في أوقات الشدة والضيق.

كيف يستفيد العبد من النفحات الإلهية؟

أشار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر ، إلى أن النفحات الإلهية قد تكون سببًا في تجديد الإيمان في قلب العبد، إذ إنها تزرع فيه الطمأنينة واليقين، وتجعله أكثر تعلقًا بالله وثقة برحمته.
وقال يُوصي أهل التصوف والسير إلى الله بضرورة اغتنام هذه اللحظات الروحية وعدم الانشغال عنها، لأنها قد تكون مدخلًا للترقي في مراتب القرب من الله.

هل النفحات الإلهية خاصة بفئة معينة؟

وختم مهنا حديثه بالتأكيد على أن النفحات الإلهية ليست حكرًا على فئة معينة، بل هي متاحة لكل عبدٍ مخلص يسعى إلى الله بقلب صادق، فكل من يطرق باب الرحمن يجد رحمة تتنزل عليه في الوقت الذي يريده الله، وليس بجهد العبد أو تخطيطه.
 

تم نسخ الرابط