عاجل

نحو السيطرة على التعليم

تستهدف تمويل الجامعات وسياسات التنوع.. أوامر ترامب الجديدة تلاحق جامعة هارفارد

ترامب يوقع الأوامر
ترامب يوقع الأوامر التنفيذية الجديدة في المكتب البيضاوي

أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء ما أسمته بـ "تدقيق أكثر دقة" على المدارس والكليات الأمريكية والهيئات المعتمدة التي تشرف عليها، كجزء من حملته المتصاعدة لإنهاء "الوعي وجهود التنوع في التعليم"؛ كما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وفي سلسلة من القرارات التنفيذية التي وُقّعت مساء الأربعاء (بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، استهدف ترامب الجامعات التي يعتبرها خصومًا ليبراليين لأجندته السياسية. حيث دعا إلى تشديد تطبيق قانون فيدرالي يُلزم الجامعات بالإفصاح عن علاقاتها المالية مع مصادر أجنبية.

كما دعا أمر آخر إلى إعادة هيكلة هيئات الاعتماد التي تُقرر ما إذا كان بإمكان الجامعات قبول المساعدات المالية الفيدرالية المُقدمة للطلاب.

التصعيد مع جامعة هارفارد

وفق التقرير، أمر ترامب وزارة التعليم الأمريكية بـ "استئصال الجهود الرامية إلى ضمان الإنصاف في الانضباط في مدارس البلاد من الروضة إلى الصف الثاني عشر". بينما كانت توجيهات سابقة من الإدارات الديمقراطية قد وجهت المدارس إلى عدم معاقبة الأقليات غير الممثلة تمثيلاً كافياً -مثل الطلاب السود والأمريكيين الأصليين- بشكل غير متناسب.

أيضا، كانت العلاقات المالية بين الكليات ومصادر التمويل الأجنبية مصدر قلق طويل الأمد بين الجمهوريين، وخاصة العلاقات مع الصين ودول أخرى ذات علاقات عدائية مع الولايات المتحدة. 

وأصبحت العلاقات بين الكليات الأمريكية ومصادر تمويلها غير الفيدرالية أولوية خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وعادت للظهور الأسبوع الماضي مع سعي البيت الأبيض إلى اكتساب نفوذ في معركته المتصاعدة مع جامعة هارفارد.

وكان البيت الأبيض قد صرّح بأنه بحاجة إلى اتخاذ إجراء لأن جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات انتهكت بشكل متكرر قانون الإفصاح الفيدرالي، الذي لم يُطبق بالتساوي منذ إقراره في ثمانينيات القرن الماضي. 

ويُلزم القانون، المعروف باسم المادة 117 من قانون التعليم العالي، الجامعات بالإفصاح عن الهدايا والعقود الأجنبية التي تبلغ قيمتها 250 ألف دولار أمريكي أو أكثر.

الأسبوع الماضي، طالبت وزارة التعليم جامعة هارفارد بسجلات تتعلق بالعلاقات المالية الخارجية التي امتدت على مدى العقد الماضي، متهمةً الجامعة بتقديم "إفصاحات ناقصة وغير دقيقة". بينما تخوض الإدارة الحالية نزاعًا حادًا مع هارفارد بشأن رفض الجامعة قبول قائمة مطالب تتعلق بتعاملها مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، فضلًا عن جهودها في مجال التنوع والمساواة والشمول.

وفي الأمر التنفيذي، دعا ترامب وزارة التعليم والنائب العام إلى تكثيف تطبيق القانون واتخاذ إجراءات ضد الكليات التي تنتهكه، بما في ذلك قطع الأموال الفيدرالية. كما تعتزم إدارة ترامب "إنهاء السرية المحيطة بالأموال الأجنبية في المؤسسات التعليمية الأمريكية" والحماية من "الاستغلال الأجنبي"، حسبما جاء في الأمر.

السيطرة على هيئات الاعتماد

هناك أمرٌ آخر يهدف إلى اعتماد هيئات تضع المعايير التي يجب على الجامعات استيفاؤها لقبول المساعدات المالية الفيدرالية من الطلاب. وقد تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإصلاح هذا القطاع، قائلاً إنه "يسيطر عليه الماركسيون المهووسون والمختلون عقليًا".

وغالبًا ما يتم التغاضي عن هذه المسألة باعتبارها فرعًا غامضًا من الإشراف على الكليات، إلا أن هيئات الاعتماد تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الكليات في العديد من الجوانب، مع معايير تنطبق على كل شيء بدءًا من مجالس إدارة الكليات وحتى المناهج الدراسية.

ويُعدّ الأمر التنفيذي لترامب بمثابة البداية لما قد يكون معركةً طويلةً لإصلاح قطاع الاعتماد. ومن أبرز أولوياته تجريد جهات الاعتماد من متطلبات التنوع والإنصاف والشمول المفروضة على الكليات؛ وفق "أسوشيتد برس".

وأسقطت بعض جهات الاعتماد أو توقفت عن تطبيق هذه المعايير في خضم حملة ترامب الصارمة على التنوع والإنصاف والشمول. بينما يدعو أمر ترامب الحكومة الفيدرالية الأمريكية إلى تعليق أو إنهاء عمل هيئات الاعتماد التي تمارس التمييز باسم التنوع والإنصاف والشمول. وبدلاً من ذلك، يدعو هيئات الاعتماد إلى التركيز بشكل أكبر على نتائج الطلاب في الكليات والبرامج التي تشرف عليها.

تم نسخ الرابط