دموع أمام النعش.. راهبة تخطف قلوب العالم في وداع بابا الفاتيكان

المحتويات
في مشهد إنساني مؤثر خرق كل القيود الرسمية، تقدّمت راهبة مسنّة بخطى واثقة وبقلب يعتصره الحزن، إلى منطقة يُفترض أن تكون محظورة على العامة داخل كاتدرائية القديس بطرس، لتودع بابا الفاتيكان فرنسيس للمرة الأخيرة، الحدث، الذي التُقطت له مشاهد مصورة انتشرت عالميًا، لم يكن مجرد كسر للبروتوكول، بل لحظة تعاطف طغت فيها المشاعر على التعليمات.
قصة الراهبة التي خطفت أنظار العالم
الراهبة التي خطفت أنظار العالم تُدعى جنيفياف جانينغروس، فرنسية أرجنتينية تبلغ من العمر 81 عامًا، وتُعد من الوجوه المعروفة في الأوساط الكنسية الفاتيكانية، نظرًا لمسيرتها الطويلة في العمل الإنساني والتطوعي، وحرصها الدائم على حضور اللقاءات الأسبوعية للبابا فرنسيس، حسب ما ورد بموقع 20 minutos.

في لقطة تعج بالمشاعر، ظهرت جانينغروس وهي تُساعد على تخطي الحاجز الأمني المحيط بالنعش بواسطة أحد المسؤولين، لتصل إلى حيث يرقد البابا في سكون هناك، لم تتمالك نفسها وانفجرت بالبكاء، أمام مرأى الحضور وعدسات الكاميرات، بينما اختار رجال الأمن التزام الصمت، احترامًا لرهبة الموقف وقدسية اللحظة.
الراهبة التي لم تكن مجرد زائرة، بل صديقة مقربة من البابا الراحل، كانت قد استقبلته قبل أشهر فقط في زيارة خاصة ومفاجئة، حين قرر فرنسيس التوجه إلى منطقة "أوستيا" الساحلية القريبة من روما، حيث تعيش جانينغروس، ليكرّم جهودها في دعم المجتمعات المهمشة والفقيرة، لقاءٌ تمّ في ساحة "لونا بارك"، كان بمثابة اعتراف علني بمكانتها الإنسانية والروحية.
تأتي هذه اللفتة العاطفية في وقت يتوافد فيه عشرات الآلاف من المشيعين إلى الكاتدرائية، لإلقاء النظرة الأخيرة على البابا فرنسيس، وقد أعلنت السلطات أن نحو 20 ألف شخص دخلوا الكاتدرائية خلال أول ثماني ساعات فقط من فتح أبوابها، وهو ما دفع الفاتيكان إلى دراسة تمديد ساعات الزيارة لتلبية الإقبال الكثيف.
كثيرون وصفوا لحظة الراهبة جنيفياف بأنها "كلمة وداع نطقت بها الدموع"، فيما رأى آخرون أنها تمثل الوجه الحقيقي للكنيسة، حيث تتقدّم المشاعر الإنسانية على الطقوس الرسمية. وقد لاقى الفيديو تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل، وسط إشادات بالتسامح والتعاطف الذي ساد تلك اللحظة الاستثنائية.