عاجل

كرسي المشرف خالٍ وذكراه حاضرة.. الأزهر يناقش رسالة دكتوراة بإشراف عالم راحل

جامعة الأزهر
جامعة الأزهر

في مشهد إنساني وعلمي مؤثر، تُعقد غدًا الخميس، مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، تُعد مناقشتها تكريمًا لذكرى أحد أعلام الجامعة، الدكتور محمود توفيق سعد، عضو هيئة كبار العلماء، وأستاذ البلاغة والنقد، الذي وافته المنية في فبراير الماضي عن عمر ناهز 74 عامًا.

وتناقش الباحثة الوافدة من أستراليا، هند ياسين، أطروحتها التي تحمل عنوان: "منهج الإبانة القرآنية عن الاستدلال على وحدانية الله تعالى في سورة الأنعام – دراسة بلاغية"

والتي كان يشرف عليها الدكتور الراحل، حيث واكب مراحل إعدادها وتطويرها حتى أيامه الأخيرة، ما دفع الكلية إلى الإبقاء على اسمه كمشرف رئيسي، وترك كرسيه خاليًا خلال جلسة المناقشة تعبيرًا عن الوفاء والتقدير لعطائه العلمي.

وتُقام المناقشة في تمام العاشرة صباحًا بقاعة المناقشات الكبرى بمدينة نصر، بمشاركة نخبة من كبار أساتذة البلاغة والنقد، وهم:

الدكتور عبد الله عبد الغني سرحان، أستاذ البلاغة بكلية اللغة العربية بالقاهرة – مناقش خارجي.

الدكتورة فريدة محمد حسن، عميدة الكلية – مناقشة داخلية.

الدكتور محمد علي فرغلي الشافعي، عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة – مناقش خارجي.

رسالة المناقشة 
رسالة المناقشة 

وفي تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أكد الدكتور أحمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر، أن الاحتفاء بالدكتور الراحل محمود توفيق سعد يأتي تقديرًا لعطائه العلمي ومسيرته الحافلة، مشددة على أن الجامعة حريصة على تكريم علمائها الأجلاء حتى بعد رحيلهم، والحفاظ على إرثهم الفكري، باعتبارهم نماذج يُحتذى بها في التفاني وخدمة العلم، لافتاً إلى أن ذلك يعد امتدادًا لقيم الوفاء الراسخة في صميم تقاليد المؤسسة الأزهرية.

من هو الدكتور محمود توفيق سعد

الدكتور محمود توفيق سعد كان من أعلام البلاغة والنقد في الأزهر الشريف، وأحد الشخصيات ذات الأثر الكبير في تخصصه، لقّبه طلابه بـ"الأستاذ الصامت كثير الأثر"، لما عُرف عنه من أخلاق رفيعة، وتفانٍ في توصيل العلم دون صخب. وقد ترك إرثا مكون من مؤلفات ومشاركات علمية كبيرة 

الدكتور محمود توفيق سعد
الدكتور محمود توفيق سعد

 

سُنة وفاء تتكرر في الأزهر

تعد هذه الواقعة، ليس  الأولى من نوعها داخل جامعة الأزهر، حيث شهدت الجامعة خلال الأسابيع الماضية مناقشة رسالتين علميتين لباحثتين توفيتا قبل موعد المناقشة، وتمت مناقشة الرسائل بحضور رمزي لهما، تأكيدًا على أن الموت لا يقطع سعيًا، وأن من زرع علمًا، فسيظل حصاده حيًا بين الطلاب والمكتبات.

تم نسخ الرابط