عاجل

جامعة الأزهر بالزقازيق تناقش رسالة باحثة متوفية وتمنحها الدرجة العلمية

باحثة رسالة ماجيستير
باحثة رسالة ماجيستير متوفية

ناقشت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، اليوم الثلاثاء، رسالة ماجستير لباحثة ومعيدة بكلية البنات بمدينة العاشر من رمضان، توفاها الله قبل عدة أشهر مضت تكريما لها لجهودها حتى آخر نفس في عمرها، وناقشت لجنة الإشراف الرسالة بدلا عن الباحثة.

وكانت جامعة الأزهر، أعلنت عن مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة أميرة محمد حسن عبد الرحمن، بعد وفاتها وكشفت أن يوم 22 أبريل الجاري هو موعد المناقشة بقاعة مناقشات كلية الدراسات الإسلامية، وتأتي الرسالة بعنوان "جهود مفكري الإسلام في الرد على الملحدين في الفكر الحديث والمعاصر عرض ونقد".

من جانبه حضر زوج الباحثة المتوفاة إلى رحمة مولاها مناقشة الرسالة والذي قال أنه رغم حزنه وألمه الذي ألم به على فراق زوجته وشريكة عمره إلا أنه سعيدا بتطويق جهودها وتقديرها من قبل الجامعة العريقة جامعة الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن زوجته عانت نحو عام مع المرض والذي أصابها في غضون حملها، لافتا إلى إصابتها بالسرطان في شهور حملها، وشاء الله أن تلد طفلتها التي رحلت قبل أن تهنأ بها إذ رحلت عنها والطفلة في عمر 8 أشهر، وكانت رغم المرض تواصل البحث والمذاكرة علها تترك خلفها علما ينتفع به.

وأكد الزوج أن الباحثة زوجته التي رحلت عنه انتهت من تحضير الرسالة في سبتمبر الماضي وراجعتها لغويا وانتظرت موعد تحديد مناقشتها إلا أنها أصيبت بوعكة صحية شديدة دخلت المستشفى على أثرها في ديسمبر حتى توفاها الله في شهر يناير الماضي قبل مناقشة الرسالة.

وأعرب عن سعادته بمناقشة الرسالة معلقا بقوله الحمد لله إنه توج جهود زوجتي وكللها بمناقشة الرسالة وكأنها حاضرة اليوم بيننا ونسأل الله لها الجنة وأن يشفع مرضها لها عند الله وسعيها للعلم والتعلم وإفادة البشرية قدر ما استطاعت.

الرسالة ذات قيمة علمية

من جانبها أوضحت الدكتورة أماني هاشم عميدة الكلية، أن موضوع هذه الرسالة قيّم في ذاته، ومفيد في الوقت الحالي، وتحملت الباحثة أعباء العمل في هذه الرسالة رغم اشتداد المرض عليها، ومن ثَم وافق مجلس الجامعة بجلسته رقم 714 بتاريخ 24 من شهر مارس الماضي على مناقشة رسالتها؛ حفاظا على حقوق الملكية الفكرية، وتكريمًا لجهود الباحثة.

علمًا بأن الباحثة كانت قد أعدت الرسالة على مدار 4 سنوات، وتتابع مع لجنة الإشراف على الرغم من ظروفها المرضية وسيتم وضع اسم الباحثة على الكرسي المخصص لها، وستقوم لجنة الإشراف بالرد على لجنة المناقشة بدلًا من الباحثة حتى يتم استيفاء أركان المناقشة.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المناقشة تعتبر المناقشة الثانية لمثل هذه الحالة في جامعة الأزهر الشريف، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص جامعة الأزهر على علمائها ونتاجهم العلمي.

وأشادت الدكتورة أماني هاشم، عميدة الكلية، بأهمية موضوع الرسالة وقيمته في ظل التحديات الفكرية المعاصرة، مثنية على الجهد المضني الذي بذلته الباحثة الفقيدة في إعداد رسالتها رغم معاناتها من مرض شديد خلال تلك الفترة.

 

إكرامًا لروح الباحثة المتوفاة

وكشفت عميدة الكلية عن موافقة مجلس جامعة الأزهر في جلسته رقم 714 بشهر مارس الماضي على عقد المناقشة، وذلك إكرامًا لروح الباحثة المتوفاة وحفاظًا على حقوق ملكيتها الفكرية وتقديرًا لإسهامها العلمي.

وتعود تفاصيل هذه اللفتة المؤثرة إلى موافقة مجلس الجامعة على تشكيل لجنة المناقشة بتاريخ 10 نوفمبر 2024، حيث اقترحت لجنة الإشراف موعدًا للمناقشة في 5 ديسمبر من العام نفسه. إلا أن الظروف الصحية للباحثة حالت دون ذلك، حيث دخلت العناية المركزة بأحد المستشفيات خلال تلك الفترة إلى أن وافتها المنية في أواخر يناير 2025.

جدير بالذكر أن الباحثة الراحلة أميرة محمد حسن عبد الرحمن قد كرست أربع سنوات من عمرها لإعداد هذه الرسالة، وحرصت على التواصل والمتابعة المستمرة مع لجنة الإشراف رغم التحديات الصحية الصعبة التي واجهتها.

وفي وقت سابق أشارت هاشم إلى أنه خلال جلسة المناقشة المرتقبة، سيتم تخصيص الكرسي المخصص للباحثة الراحلة باسمها تخليدًا لذكراها، فيما ستتولى لجنة الإشراف مسؤولية الرد على لجنة المناقشة نيابة عنها، بما يضمن استيفاء كافة الجوانب الأكاديمية والبحثية المطلوبة للمناقشة.

وأكدت عميدة الكلية أن هذه المناقشة تعد الحالة الثانية من نوعها التي تشهدها الكلية خلال هذا الشهر لباحث متوفى، مما يعكس حرص إدارة جامعة الأزهر على تقدير جهود طلاب العلم ودعم علمائها والحفاظ على إنتاجهم الفكري حتى بعد رحيلهم، واستمرارًا لمسيرة البحث العلمي.

تم نسخ الرابط