بسمة وهبة: حظر الإخوان في الأردن خطوة تأخرت كثيرًا |فيديو

في ظل التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، اعتبرت الإعلامية بسمة وهبة أن قرار المملكة الأردنية الهاشمية بحظر جماعة الإخوان المسلمين لم يكن مفاجئًا، بل جاء متأخرًا بعد سنوات طويلة من نهج "الاحتواء والتعايش" الذي انتهجته السلطات الأردنية تجاه الجماعة، رغم خطورتها الفكرية والتنظيمية.
سياسة الاحتواء فشلت
وخلال تقديمها برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، قالت "وهبة" إن النهج الأردني السابق في التعامل مع الإخوان استند إلى محاولة إدماجهم في المشهد السياسي، إلا أن الوقائع أثبتت أن هذا التنظيم لا يمكن أن يتغير أو يتأقلم مع قواعد الدولة الوطنية.
وأوضحت أن جماعة الإخوان كانت دائمًا تستغل هامش الحرية لتحقيق أهدافها التخريبية، مشيرة إلى أن قرار الحظر جاء كرد فعل طبيعي على سجل طويل من العنف والتآمر ضد الدولة والمجتمع.
فكر إرهابي لا يتغير
وأكدت "وهبة" أن جماعة الإخوان لم تتغير منذ نشأتها، وأنها لا تؤمن بالحوار ولا بالحجة، بل تعتمد على العنف والقتل والتفجير كأدوات لفرض أجندتها، مستعرضه جانبًا من تاريخ التنظيم في التخطيط للأعمال الإرهابية، بدءًا من تهديداتهم بتفجير القناطر الخيرية في مصر، إلى الخلية الإخوانية التي تم ضبطها مؤخرًا في الأردن، وكانت تخطط لاستخدام متفجرات وصواريخ لتنفيذ هجمات.
وقالت:" هذا فكر إجرامي لا يعرف الوطن، ولا يحترم المؤسسات، شعاره إما أن يحكم أو يحرق، لا يوجد منطقة وسطى في قاموسهم".
نسخة من إخوان مصر
ووصفت جماعة الإخوان في الأردن بأنها "نسخة طبق الأصل" من نظيرتها في مصر، لا تختلف عنها في شيء، لا في الأفكار ولا في الأهداف. وأضافت أن الحسم هو اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا التنظيم، مستشهدة بما فعله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حين واجه الجماعة وأزاحها من المشهد السياسي.
وتابعت بسخرية:" الرئيس جاب التعبان من راسه، لكن التعبان ليه ديل .. والديول دي لسه بتموت في باقي الدول"، في إشارة إلى أن آثار فكر الجماعة لا تزال تنتشر في عدة دول وتحتاج إلى مواجهة حاسمة.
"حفنة تراب" فقط
أشارت وهبة إلى أن مقرات الجماعة في الأردن باتت محاصرة بالأمن، وهو تطور طبيعي بعد الكشف عن تورط عناصرها في مخططات إرهابية، مؤكدة أن الإخوان لا يعترفون بوطن ولا برمزية الدولة، بل يعتبرون أن الوطن مجرد "حفنة تراب" يمكن التضحية بها إذا تعارضت مع أهدافهم.
وأكدت أن الفكر الإخواني لا يعرف إلا مبدأ "السمع والطاعة"، ولا يؤمن بالتعددية أو الدولة المدنية، مشيرة إلى أن الجماعة لا تزال تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار، ليس فقط في الأردن، بل في المنطقة بأسرها.
الحسم هو الحل
اختتمت وهبة حديثها بالتأكيد على ضرورة اتخاذ مواقف صارمة في مواجهة هذا التنظيم، داعية الدول العربية إلى التكاتف الأمني والفكري لمواجهة هذا "الفكر السرطاني"، كما وصفته، والعمل على اقتلاعه من الجذور، قبل أن يعيد إنتاج نفسه بأشكال جديدة.