متلازمة التعب المزمن.. أعراض خفية وأسباب غير مفهومة لمرض العصر

تحدثت إيرينا كراشكينا، المعالجة النفسية في عيادة رويتبرغ، لصحيفة "إزفستيا" حول متلازمة التعب المزمن الخبيثة (CFS)، مؤكدةً أنها تمثل تحديًا كبيرًا في تشخيصها وعلاجها، بسبب الأعراض غير الواضحة التي قد تستمر لفترات طويلة دون تشخيص دقيق.
ما هي متلازمة التعب المزمن؟
أوضحت كراشكينا أن متلازمة التعب المزمن، المعروفة بـ "المرض الحضاري"، تؤثر بشكل خاص على سكان المدن الكبرى، خصوصًا أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عامًا.
الأشخاص الأكثر عرضة بالتعب المزمن
وأضافت أن الأشخاص الذين يسعون للكمال ويعتمدون على العمل المفرط، مثل الجراحين ومديري الشركات وأخصائيي تكنولوجيا المعلومات والصحفيين، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وتُعزى هذه الإصابة إلى الإرهاق المستمر للجسم الذي يؤدي إلى استنزاف كامل للموارد الجسدية والنفسية.
أعراض متلازمة التعب المزمن
تشمل الأعراض الرئيسية لمتلازمة التعب المزمن التعب المستمر، وصعوبة في التركيز، والتشوش الذهني، والآلام العضلية، والدوار، واضطرابات النوم، ورغم هذه الأعراض الواضحة، غالبًا ما تفشل الاختبارات الطبية التقليدية في الكشف عن أي تشوهات، مما يجعل التشخيص صعبًا ويؤدي إلى تأخير العلاج لسنوات.
التحديات في تشخيص متلازمة التعب المزمن
وفقًا لكراشكينا، يُعد تشخيص متلازمة التعب المزمن تحديًا حقيقيًا للأطباء، حيث لا تُظهر الاختبارات القياسية نتائج مرضية، وغالبًا ما يزور المرضى العديد من الأخصائيين دون الحصول على تشخيص دقيق، وتتمثل المعايير الرئيسية لتشخيص المرض في التعب المستمر لأكثر من ستة أشهر مصحوبًا بالأعراض المذكورة.
أسباب غير واضحة للمرض
تظل أسباب متلازمة التعب المزمن غير مفهومة تمامًا، ولكن تطرح العديد من الفرضيات حول العدوى الفيروسية، واضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي، وعوامل التوتر التي تؤثر على الجهاز المناعي والجهاز العصبي الصماوي.
علاج متلازمة التعب المزمن
تستدعي معالجة متلازمة التعب المزمن نهجًا فرديًا حسب كل حالة، مشيرة إلى أن الطرق الأكثر فعالية تشمل العلاج بالميتوكوندريا (مثل إنزيم كيو 10 و إل-كارنيتين)، ودعم المغذيات الدقيقة، والعلاج السلوكي المعرفي، والتغذية الراجعة الحيوية، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي التكيفي وتقنيات التنفس.
الوقاية من متلازمة التعب المزمن
لمنع الإصابة بالمرض، توصي كراشكينا بممارسة النظافة الرقمية، والقيام بفترات راحة قصيرة خلال اليوم، والحفاظ على الإيقاعات البيولوجية الطبيعية.
مرض معقد يحتاج إلى علاج مبكر
وأكدت كراشكينا أن متلازمة التعب المزمن ليست مجرد ضعف في الشخصية، بل هي اضطراب معقد يؤثر على العديد من الأجهزة في الجسم، ويعتبرها الطب الحديث بمثابة إشارة من الجسم لوجود خلل عميق يتطلب تدخلًا معقدًا، ويجب البدء العلاج المبكر لزيادة فرص استعادة الحيوية والنشاط بشكل كامل.
وفي ختام حديثها، حذرت كراشكينا من أن التعب المستمر ليس جزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية، وإذا ظهرت أعراض مقلقة، يجب استشارة الطبيب في أقرب وقت للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.