إيمان عباس: مرحلة المراهقة دقيقة للغاية وتبدأ في سن مُبكر

مع تغير نمط الحياة وازدياد التأثيرات الاجتماعية والتكنولوجية على الأطفال، أصبحت مرحلة المراهقة تبدأ في سنٍّ أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، هذا ما أكدته إيمان عباس، الاستشارية في تعديل السلوك والتربية، خلال لقائها مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، حيث شددت على ضرورة إدراك الأهل لهذه المرحلة الدقيقة والتعامل معها بحذر ووعي.

بداية مبكرة للمراهقة

قالت إيمان عباس إن المراهقة لم تعد تقتصر على الأعمار التقليدية التي تبدأ من 12 أو 13 عامًا، بل باتت مظاهرها تلاحظ بوضوح منذ عمر 8 أو 9 سنوات، بناءً على الأبحاث الحديثة وتجارب الأمهات اللواتي يلاحظن تغيرات واضحة في سلوك أبنائهن الصغار.

وأوضحت: "كتير من الأمهات بيقولوا لي إن أولادهم عندهم 8 أو 9 سنين، وبيتصرفوا كأنهم دخلوا المراهقة، وده مش بس نظريًا، لكن واضح جدًا في الواقع من خلال التغيّرات السلوكية اللي بتحصل".

تغيّرات سلوكية واضحة 

وأشارت عباس إلى أن المراهقين الصغار يبدأون في اختبار الحدود التي يضعها الأهل، سواء من خلال الاعتراض بصوت مرتفع، أو محاولة كسر القواعد المعتادة داخل البيت، مضيفة: "بيبدأ الولد أو البنت يجربوا حاجات لأول مرة، زي إنهم يعترضوا بشكل مباشر، أو يرفضوا أوامر، وده بيكون له تأثير كبير على طريقة تفكيرهم".

كما لفتت إلى أن الأطفال في هذه المرحلة يفضلون التقرب من أصدقائهم أكثر من البقاء مع العائلة، ما يُعد مؤشرًا إضافيًا على الدخول في مرحلة مختلفة من النمو النفسي والاجتماعي.

فروقات البنين والبنات 

ذكرت الاستشارية أن البنات غالبًا ما يدخلن مرحلة البلوغ قبل الأولاد بعام ونصف إلى عامين، الأمر الذي ينعكس على سلوكياتهن بشكل واضح، مشيرة إلى أن ذلك لا يعني التركيز فقط على الجانب الجسدي، بل أيضًا على السلوكيات المتغيرة، مثل رغبة المراهقات في اكتشاف هويات جديدة، قد تتصادم أحيانًا مع أسس التربية التي نشأن عليها.

وجهت إيمان عباس رسالة واضحة للأهالي، شددت فيها على أن المراهقة ليست مرحلة يجب أن تُواجه بالغضب أو ردود الفعل العاطفية المفرطة، بل تحتاج إلى تعامل مدروس وواعٍ، لأن تصرفات الأهل في هذا التوقيت الحرج قد تحدد ملامح العلاقة مع الأبناء لسنوات طويلة.

وقالت: "كل تصرف من الأهل ممكن يأثر على علاقة الطفل بأسرته، ولو الأهل معرفوش يتعاملوا بعقلانية، ممكن يحصل فجوة كبيرة بينهم وبين أولادهم".

توصيات للأسر

في ختام حديثها، دعت الاستشارية التربوية الأمهات والآباء إلى القراءة حول خصائص مرحلة المراهقة، والتواصل مع الأبناء بلغة تفهم احتياجاتهم، وليس بلغة الأوامر والرفض، مشيرة إلى أن الحوار والاحتواء هما أفضل وسيلتين لتجاوز هذه المرحلة بسلام.

وختمت بقولها: "مش مطلوب من الأهل السيطرة، لكن المطلوب هو الفهم والاحتواء، لأن الولد أو البنت في الوقت ده بيحتاجوا حد يسمعهم مش بس يوجههم".