محلل فلسطيني: الحرب على غزة تحوّلت لأداة سياسية بيد اليمين الإسرائيلي |فيديو

في تحليل سياسي معمّق، حذّر عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، من تحول الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة من مجرد عملية عسكرية إلى أداة سياسية بيد اليمين الإسرائيلي المتطرف، تُستخدم لفرض واقع جديد على الأرض، وتعبيد الطريق أمام مشاريع استيطانية تستهدف ما تبقى من الأرض الفلسطينية.
نتنياهو وإنهاء الحرب
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج "اليوم" الذي تقدمه الإعلامية دينا عصمت عبر قناة "DMC"، أوضح مطاوع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض إنهاء الحرب بشكل نهائي، ويكتفي بقبول هدن مؤقتة، لأن إنهاءها سيدخله في مسار سياسي داخلي غير مرغوب فيه، خاصة في ظل الضغوط التي تمارسها القوى اليمينية المتشددة داخل الحكومة.
وأشار إلى أن نتنياهو يخشى تبعات التوقف الكامل عن العمليات العسكرية في غزة، حيث يرى في استمرار التصعيد وسيلة لإبقاء المعارضة الداخلية تحت السيطرة وتفادي تفكك ائتلافه الحاكم، كما أن الحرب تمنحه مساحة أكبر للمناورة السياسية، محليًا ودوليًا.
مشروع يميني متطرف
وشدّد المحلل السياسي على أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية ليس محض صدفة أو رد فعل على أحداث بعينها، بل هو جزء من مخطط متكامل ينفذه اليمين الإسرائيلي المتطرف، مستغلًا الظرف الإقليمي والدولي الحالي، لتنفيذ مشاريع توسعية تهدف إلى تغيير الجغرافيا الفلسطينية والسيطرة على ما تبقى من الأراضي المحتلة.
ولفت إلى أن هذا المخطط ليس مرتبطًا بشخص نتنياهو وحده، بل يعود جذوره إلى عقيدة سياسية متطرفة تتبناها جماعات متدينة تتغلغل داخل مؤسسات الحكم الإسرائيلي، ووجدت في الحرب الأخيرة الفرصة الذهبية لتوسيع نطاق نفوذها.
المسجد الأقصى في دائرة الخطر
وفي سياق متصل، أبدى مطاوع قلقه الشديد من التهديدات المتزايدة التي تلاحق المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن اليمين الإسرائيلي لم يتوقف عن الترويج لفكرة هدم المسجد أو تفجيره، بزعم وجود آثار يهودية تحته. وأضاف أن الجماعات الدينية المتطرفة باتت تتحرك بجرأة غير مسبوقة، تحت حماية سياسية واضحة من الحكومة، بهدف خلق أمر واقع جديد في القدس المحتلة.
وكشف أن الحفريات المتواصلة أسفل المسجد الأقصى تمثل خطرًا حقيقيًا على أساساته، وأن الهدف منها ليس علميًا أو أثريًا، بل سياسي بحت، يندرج ضمن خطة تهويد المدينة المقدسة وتغيير طابعها الإسلامي.

القدس تحت التهديد
وفي ختام تحليله، دعا مطاوع المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما يجري في القدس وقطاع غزة، محذرًا من أن الصمت على ما ترتكبه سلطات الاحتلال سيمنح اليمين المتطرف مزيدًا من القوة والثقة، ويهدد بإشعال صراع ديني واسع لن تقف تبعاته عند حدود فلسطين.
وشدد على أن التحركات السياسية وحدها لم تعد كافية، ما لم تترافق مع إجراءات قانونية وعقوبات حقيقية تردع الاحتلال عن مواصلة عدوانه وتمنع تنفيذ مخططاته التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي برمته.