الحصبة في إسرائيل
بعد اكتشاف الحالة الأولى في تل أبيب.. رعب في إسرائيل بسبب انتشار "الحصبة"

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن تسجيل حالة إصابة مؤكدة بفيروس الحصبة في منطقة تل أبيب، محذرة من احتمال تعرض عدد من المواطنين للعدوى، في وقت يشهد فيه العالم عودة مقلقة لهذا المرض الذي كان يُعد شبه مُستأصل في العديد من الدول الغربية.
ووفقًا للبيان الصادر، فإن الشخص المصاب وصل إلى البلاد صباح الجمعة على متن رحلة ليلية تابعة لشركة "إل عال" قادمة من لندن.
عودة الحصبة تثير قلق إسرائيل
بعد وصول الحالة المصابة، استقل القطار إلى محطة جامعة تل أبيب، ثم توجه بالحافلة إلى شارع طاغور القريب. وفي اليوم التالي، زار مدينة بتاح تكفا، وتناول الطعام في أحد المطاعم في هرتسليا.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه التنقلات قد تكون عرضت عدد من الأشخاص المحتملين لخطر العدوى، ودعت كل من كان في تلك المواقع خلال الأوقات المحددة إلى التحقق من حالتهم التلقيحية والتواصل مع السلطات الصحية إذا لزم الأمر.
وعلى الرغم من أن الحصبة تُعد نادرة نسبيًا في إسرائيل، إلا أنها لم تُصنف كمرض مستأصل، وسُجلت عدة حالات وفاة مرتبطة بها في السنوات الأخيرة. ففي عام 2018، توفيت طفلة تبلغ من العمر 18 شهرًا في القدس، كانت غير ملقحة، لتكون أول حالة وفاة ناتجة عن الحصبة في إسرائيل منذ 15 عامًا.
كما شهدت البلاد بين عامي 2018 و2019 تفشيًا واسعًا للمرض، أصاب أكثر من 4000 شخص، معظمهم لم يتلقوا اللقاح.

لقاح الحصبة
ويُشار إلى أن فعالية اللقاح ضد الحصبة تصل إلى نحو 97%، بحسب وزارة الصحة، إلا أن بعض الحالات المأساوية وقعت بسبب عدم إكمال جدول التطعيمات.
وفي عام 2019، توفيت مضيفة طيران إسرائيلية في سن 43 عامًا بسبب مضاعفات خطيرة ناجمة عن الحصبة، بعد أن تبين أنها تلقت جرعة واحدة فقط من اللقاح، بدلًا من الجرعتين الموصى بهما.
الأمر لا يقتصر على إسرائيل فحسب؛ فقد سجلت الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت القضاء على المرض محليًا منذ عام 2000، عودة مفاجئة للحصبة خلال الأشهر الأخيرة.
وحتى يوم الجمعة، تم تسجيل 800 إصابة مؤكدة في مختلف الولايات، بينها حالات تفش جديدة في ولايتين إضافيتين خلال الأسبوع الماضي. وتصدرت ولاية تكساس قائمة الإصابات، مع تفشي كبير في منطقة غرب تكساس بلغ عدد المصابين فيه 597 شخصًا، وأسفر عن وفاة طفلين في سن المدرسة الابتدائية لم يتلقيا اللقاح، إلى جانب وفاة شخص بالغ في ولاية نيو مكسيكو بسبب مضاعفات مرتبطة بالفيروس.

مرض الحصبة
الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، ينتقل بسهولة عبر الهواء عند سعال أو عطس الشخص المصاب، وتبدأ أعراضه عادةً بالحمى، والتوعك، وسيلان الأنف، قبل أن يظهر الطفح الجلدي المميز. وقد يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة قد تشمل الالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ، وحتى الوفاة، خاصةً في الحالات غير الملقّحة.
دعت وزارة الصحة أي شخص تظهر عليه الأعراض أو يشتبه في إصابته بالمرض إلى إبلاغ العيادة أو المستشفى قبل التوجّه إليهما، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من نقل العدوى. كما شددت على ضرورة تجنّب التواجد في الأماكن العامة كالمراكز التجارية ووسائل النقل العام.
وأوصت الوزارة جميع المواطنين بضرورة مراجعة سجل تطعيماتهم، والتأكد من حصولهم على الجرعتين الكاملتين من لقاح الحصبة، لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم من هذا الفيروس شديد الخطورة.