داعية إسلامي يوضح الفرق بين الستر الإلهي في التوبة والمجاهرة (فيديو)

في طرح ديني مؤثر يحمل رسالة إصلاحية عميقة، تحدث الشيخ مصطفى عبدالسلام، الداعية الإسلامي، عن مفهوم "الستر" في الإسلام، مشددًا على أن الله سبحانه وتعالى يحب الستر على عباده، خاصة أولئك الذين يقعون في الذنب عن ضعف بشري، ويشعرون بالندم الحقيقي والتقصير في حق الله.
الضعف البشري
وأوضح عبدالسلام، خلال لقائه في برنامج "الدنيا بخير" المذاع على قناة الحياة الفضائية، أن الإنسان بطبيعته معرض للوقوع في الخطأ والمعصية، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن الفارق الجوهري يكمن في النية والشعور الداخلي بعد الخطأ.
وقال: "من يقع في الذنب وهو مجبر أو خضع لضعف بشري، ثم يندم داخليًا لأنه تجاوز حدود الله، فإن الله يستره ويغفر له، لأنه لم يجاهر ولم يفتخر بذنبه، بل ندم وتحسّر وتمنى لو لم يقع فيه أصلاً."
وأضاف أن الستر الإلهي ليس حكرًا على من لم يخطئ، بل هو رحمة واسعة لمن أخطأ وتاب وصدق في توبته، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الناس "يستحق الستر، لأن قلبه ممتلئ بالحياء من الله، وجهاده في الامتناع عن تكرار الذنب دليل على صدقه".
التوبة الصادقة
وأشار الشيخ مصطفى إلى أن التوبة الحقيقية لا تقف عند حد الندم، بل تشمل التصميم على عدم العودة للمعصية، موضحًا أن الإنسان التقي الذي يخاف الله قد يخطئ مرة، لكنه يسارع إلى التوبة ويجاهد نفسه على الثبات.
وقال: "هذا النوع من البشر هو من يحبه الله ويستره، لأنه يعرف قدر الذنب، ولا يسمح لنفسه بالاستمرار فيه أو التفاخر به."

المجاهر والمتفاخر بالذنب
في المقابل، حذر الداعية الإسلامي من الاستمرار في المعصية مع المجاهرة بها، مؤكدًا أن المجاهرة بالذنب تنزع الستر الإلهي وتستدعي العقاب، مردفًا: “الذي لا يُستر هو من يجاهر بالذنب، ويكرره بلا حياء، وربما يتباهى به أمام الناس، فهذا قد تجاوز ليس فقط حدود الله، بل حدود الفطرة والدين والحياء”، مشددًا على أن المجاهرة بالمعاصي تمثل نوعًا من التطاول على رحمة الله وتحديًا لمجتمع القيم، وهو أمر من شأنه أن ينشر الفساد ويؤثر سلبًا على الأجيال القادمة.
واختتم الشيخ مصطفى عبدالسلام حديثه بدعوة لكل من وقع في ذنب، قائلاً: "باب التوبة مفتوح، والله غفور رحيم، لكن لا تكن من المجاهرين، ولا تستهين بالستر، فهو من أعظم النعم التي يمنّ بها الله على عباده."