حرب الصين - واشنطن
«وول ستريت جورنال»: واشنطن تدرس خفض الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 50%

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم الأربعاء، أن واشنطن تدرس خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية المتصاعدة مع بكين، والتي أثرت بشكل كبير على حركة التجارة والاستثمار العالميين.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث إمكانية خفض هذه الرسوم إلى بين 50% و65%، أي ما يزيد قليلاً عن النصف مقارنة بالمعدلات الحالية.
واشنطن تدرس خفض الرسوم الجمركية على الصين
بالرغم من هذه المناقشات الجارية، أكدت المصادر أن الرئيس ترامب، لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد، مشيرةً إلى أن الوضع لا يزال في مرحلة دراسة عدة سيناريوهات، وأن الخيارات المطروحة تشمل اتباع نهج تدريجي في تخفيف الرسوم الجمركية، مع الحفاظ على مواقف صارمة تجاه الواردات التي تعتبرها واشنطن حساسة للأمن القومي.
وبحسب مسؤول رفيع في البيت الأبيض، فإن الإدارة تفكر في تطبيق نموذج مقترح سابقًا من قبل لجنة مجلس النواب المعنية بالصين، ينص على فرض رسوم بنسبة 35% على السلع التي لا تشكل تهديدًا استراتيجيًا، مقابل فرض رسوم قد تصل إلى 100% أو أكثر على الواردات التي تُعد ذات أهمية استراتيجية للمصالح الأمريكية.

كما يتضمن هذا الاقتراح تطبيق الرسوم الجديدة تدريجيًا على مدى خمس سنوات، ما يمنح الطرفين مساحة زمنية للتفاوض وتخفيف حدة التوتر.
وفي تصريح رسمي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي: "لقد كان الرئيس ترامب واضحًا منذ البداية: على الصين أن تتوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة.
وأضاف: "عندما تُتخذ قرارات بشأن الرسوم الجمركية، فإنها ستصدر مباشرةً من الرئيس نفسه. وأي معلومات أخرى في هذا الشأن تبقى في إطار التكهنات فقط".
الحرب التجارية على الصين
كان ترامب قد أعلن، الثلاثاء، استعداده لخفض الرسوم الجمركية التي فُرضت خلال ولايته الثانية، والتي وصلت إلى 145% على بعض السلع الصينية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هذه الرسوم لن تُلغى بالكامل.
ولاقت هذه التصريحات ترحيبًا من جانب المستثمرين الذين أعربوا عن ارتياحهم لاحتمال تخفيف حدة الإجراءات التجارية، بعد أسابيع من التصريحات التصعيدية والخطوات الاقتصادية المتشددة من جانب البيت الأبيض.
من جانبها، أبدت الصين، اليوم الأربعاء، استعدادًا مبدئيًا للدخول في محادثات تجارية مع واشنطن، لكنها حذرت من أنها لن تجلس إلى طاولة المفاوضات تحت وطأة التهديدات المستمرة من الولايات المتحدة.

ووفقًا لمصادر قريبة من دوائر صنع القرار في بكين، فإن التصريحات الأخيرة للرئيس ترامب تُفهم على أنها تراجع جزئي عن المواقف السابقة، وقد تُشكل أرضية أولية لإعادة التواصل بين الطرفين.
ويُنظر إلى هذا الانفتاح الحذر من كلا الجانبين على أنه تحول ملموس مقارنة بما شهدته الأسابيع الماضية من تصعيد متبادل في فرض الرسوم الجمركية وتبادل الاتهامات، مما أدى إلى تدهور كبير في أسواق الأسهم العالمية، التي سجلت أسوأ أداء لها منذ سنوات.
تقليص التعاملات مع بكين
وكانت تقارير سابقة لصحيفة وول ستريت جورنال قد أشارت إلى أن إدارة ترامب كانت تستغل مفاوضات الرسوم الجمركية كأداة ضغط على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، من أجل تقليص مستوى تعاملاتهم الاقتصادية مع الصين.

إلا أن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أوضح في تصريح له أن هناك إمكانية فعلية لفتح قنوات حوار جديدة بشأن صفقة تجارية شاملة بين البلدين. وأكد أن مثل هذه الصفقة ينبغي أن تتم عبر محادثات مباشرة بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، رغم أن الزعيمين لم يتواصلا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
هذا التحول في النبرة والتوجه السياسي قد يمثل بداية لمرحلة جديدة من المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم، مع ترقب عالمي لأي بوادر انفراج قد تخفف من تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي.