الصين تؤكد دعمها لإيران وتدعو لتكاتف دولي: "لا مكان للعقوبات الأحادية"

في رسالة دبلوماسية قوية تعكس توجهات السياسة الخارجية لبكين، أعرب وزير الخارجية الصيني عن استعداد بلاده لتعزيز التنسيق والتعاون مع إيران في القضايا الدولية والإقليمية، مؤكدًا دعم الصين الكامل لطهران في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة. جاء ذلك خلال لقائه بنظيره الإيراني، في وقت تشهد فيه الساحة الدولية توترات متصاعدة حول الملف النووي الإيراني.
تعزيز التضامن الدولي
وخلال اللقاء الذي نقلت تفاصيله قناة "القاهرة الإخبارية"، شدد وزير الخارجية الصيني على أن المجتمع الدولي بات بحاجة ماسة إلى التضامن والتكاتف أكثر من أي وقت مضى، في مواجهة التحديات العالمية المتعددة، مشيرًا إلى أن التعددية والتفاهم الدولي هما السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد الوزير الصيني أن بلاده ترى في الشراكة مع إيران ركيزة أساسية في دعم منظومة التعاون الآسيوي والدولي، وتعزيز التوازن في العلاقات العالمية، خاصة في ظل تصاعد الأحادية في ممارسات بعض الدول الكبرى.
دعم للحقوق الإيرانية
في حديثه عن الملف النووي الإيراني، أوضح وزير الخارجية الصيني أن الصين تدعم إيران بقوة في الدفاع عن حقوقها ومصالحها من خلال الحوار والمفاوضات البناءة، مشيرًا إلى أهمية أن تُجرى هذه المحادثات مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لإيجاد حلول سلمية ومتفق عليها.
وأكد أن بكين تعتبر أن اللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية هو المسار الأوحد لمعالجة القضايا النووية، رافضًا أي ضغوط خارجية أو تهديدات من شأنها تقويض فرص التوصل إلى اتفاقات متوازنة ومستدامة.
العقوبات الأمريكية الأحادية
وجّه وزير الخارجية الصيني انتقادًا مباشرًا للولايات المتحدة، قائلاً إن بلاده ترفض العقوبات الأحادية التي تفرضها واشنطن، وتعتبرها غير قانونية وغير مقبولة في سياق العلاقات الدولية.
وأضاف أن الولايات المتحدة تسيء استخدام الرسوم الجمركية والعقوبات كأدوات سياسية، مما أدى إلى عزلها عن كثير من الشركاء الدوليين، وإضعاف دورها في ملفات دولية حساسة مثل الاتفاق النووي الإيراني.
وشدد الوزير على أن الصين ستواصل العمل مع شركائها، وخاصة إيران، من أجل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ودعم الحوار كوسيلة لحل الخلافات.

آفاق أوسع للتعاون
هذا اللقاء بين وزيري خارجية البلدين يعكس رغبة مشتركة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الصين وإيران، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه البلدين في إطار العقوبات والمنافسة الجيوسياسية.
وتسعى بكين من خلال هذه المواقف إلى لعب دور أكثر فاعلية في الملفات الدولية الحساسة، بما يعكس فلسفتها السياسية القائمة على التعددية والتوازن وعدم التدخل، ورفض الإملاءات الغربية.
ويُنتظر أن تُترجم هذه التصريحات إلى خطوات عملية من خلال دعم التعاون الاقتصادي، وتوسيع التنسيق السياسي، بما يخدم مصالح الطرفين ويعيد تشكيل التوازنات في الشرق الأوسط.