"أجواء بناءة" و"حكم مبكر".. ماذا قالت إيران عن المفاوضات النووية؟

في خضم جهود دبلوماسية متصاعدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، أن المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة تسير ضمن أجواء "بناءة"، لكنه اعتبر أنه لا يزال من المبكر إصدار أحكام نهائية بشأن نتائجها.
وقال عراقجي، الذي وصل إلى العاصمة الصينية بكين في زيارة رسمية، إن المفاوضين الأمريكيين يتعاملون بـ"تفاعل بنّاء" ويتجنبون "المطالب غير الواقعية وغير القابلة للتنفيذ"، مشيراً إلى أن الأجواء الحالية تبعث على التفاؤل الحذر.
وأضاف: "إذا استمرت الولايات المتحدة في التفاوض بواقعية، فإننا نثق بإمكانية التوصل إلى اتفاق جيد"، في إشارة إلى المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها سلطنة عُمان.

تنسيقات بكين
وتأتي زيارة عراقجي إلى الصين في إطار تنسيق المواقف مع بكين، التي تعتبر أحد الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، والمعروفة رسميًا بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية أن الزيارة ستشمل مناقشات حول العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى المحادثات النووية والجهود المبذولة لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
من جهته، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن اجتماعاً فنياً غير مباشر بين وفدي طهران وواشنطن، كان مقرراً عقده اليوم الأربعاء، قد تم تأجيله إلى يوم السبت المقبل بناءً على مقترح عُماني وموافقة الطرفين.
النووي الإيراني والاتفاق الأمريكي
وُقِّع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 بين إيران ومجموعة "5+1" (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، وينص على تقليص البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
إلا أن الاتفاق واجه تحديات كبيرة بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه في عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية صارمة على إيران.
في المقابل، بدأت إيران بالتراجع عن التزاماتها تدريجياً، ما أثار مخاوف دولية من احتمال عودتها لتخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من الاستخدام العسكري. وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى إعادة إحياء الاتفاق من خلال مفاوضات غير مباشرة تُجرى منذ فترة في عدة عواصم، أبرزها مسقط وفيينا.
زيارة عراقجي إلى بكين تأتي في وقت حرج، بينما تراقب القوى الدولية عن كثب مدى جدية الأطراف في العودة إلى الالتزام بالاتفاق، وتجنب انزلاق المنطقة إلى مزيد من التوترات.