عاجل

هل معجون الأسنان يهدد الأطفال؟.. دراسة تحذر من مكونات سامة تهدد صحتهم

معجون الأسنان
معجون الأسنان

يبدو أن ما نستخدمه يوميًا دون تفكير قد يتحوّل إلى مصدر خطر صامت داخل منازلنا. فرغم أن معجون الأسنان يُعتبر من المستلزمات الأساسية التي ترافقنا صباحًا ومساءً، إلا أن دراسة حديثة فجّرت مفاجأة صادمة، مفادها أن عددًا كبيرًا من معاجين الأسنان، حتى تلك التي تُسوّق خصيصًا للأطفال، قد تحتوي على مكونات سامة تهدد صحة الإنسان، وتحديدًا الأطفال.

رصاص وكادميوم وزئبق داخل معاجين الأسنان

في تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، كشفت نتائج تحقيق معمّق أن معظم ماركات معاجين الأسنان الشهيرة – بما فيها المنتجات المُوجّهة للصغار – تحتوي على نسب من المعادن الثقيلة السامة، مثل الرصاص والكادميوم والزرنيخ والزئبق.
ووفقًا للاختبارات التي أجريت على 51 ماركة تجارية، تبيّن أن نحو 90% من هذه المنتجات تحتوي على الرصاص، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى رقابة الجهات الصحية على مكونات هذه المنتجات الشائعة.

الرصاص.. العدو الخفي في منازلنا

الرصاص ليس مادة جديدة على المجتمع العلمي، بل هو من أخطر المعادن السامة المعروفة. وغالبًا ما يوجد في الطلاء القديم، والتربة الملوثة، وأنابيب المياه القديمة، وبعض الألعاب المستوردة. ومع أنه قد تم تقليل استخدامه في السنوات الأخيرة، إلا أن وجوده في منتجات العناية الشخصية اليومية – كمثل معجون الأسنان – يُمثّل خطرًا مباشرًا يصعب تجاهله.

لماذا يُعتبر الرصاص مميتًا للأطفال؟

تُعد أجسام الأطفال أكثر عرضة لخطر امتصاص الرصاص مقارنةً بالبالغين، حيث يمرّ الرصاص بسهولة إلى مجرى الدم ويؤثر على الدماغ والجهاز العصبي الذي لا يزال في طور النمو. ومن أبرز المخاطر الصحية التي قد تصيب الأطفال نتيجة التعرض المزمن للرصاص:

  • انخفاض معدل الذكاء وتأخر القدرات التعليمية.
  • اضطرابات سلوكية وصعوبة في التركيز والانتباه.
  • تباطؤ النمو الجسدي والمعرفي.
  • مشاكل في النطق والسمع.
  • تلف دائم في الدماغ والجهاز العصبي.
  • وفي حالات التسمم الشديد: نوبات صرع أو غيبوبة، وقد تصل إلى الوفاة.


الكبار ليسوا في مأمن أيضًا

ورغم أن الخطر الأكبر يهدد الأطفال، فإن البالغين معرضون كذلك للأضرار المزمنة الناتجة عن التعرض للرصاص، مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • تلف الكلى واضطرابات في وظائف الكبد.
  • تراجع القدرات المعرفية وضعف التركيز والذاكرة.
  • مشكلات في الخصوبة لدى الرجال والنساء.
  • مضاعفات خطيرة للحوامل، إذ ينتقل الرصاص من عظام الأم إلى الجنين.


أعراض التسمم بالرصاص

ما يزيد من خطورة الرصاص هو أن أعراض التسمم غالبًا ما تكون خفيفة أو غير ملحوظة في بدايتها. وتشمل هذه الأعراض:

شعور دائم بالإرهاق والضعف العام.

صداع متكرر دون سبب واضح.

آلام في المعدة وغثيان مستمر.

التهيّج وصعوبة في التركيز.

وفي كثير من الحالات، لا يدرك الشخص أنه تعرّض للتسمم إلا بعد تفاقم الأعراض وظهور مشكلات صحية مزمنة.

هل يمكن الوقاية؟

الخبر الجيد هو أن التسمم بالرصاص يمكن الوقاية منه بنسبة كبيرة، بشرط اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وتشمل هذه الإجراءات:

  • التحقق من سلامة مكونات معجون الأسنان واختيار منتجات طبيعية موثوقة.
  • التأكد من عدم احتواء ألعاب الأطفال أو أدواتهم اليومية على مواد سامة.
  • استخدام فلاتر المياه المنزلية وتجنّب المياه الملوثة.
  • تنظيف المنازل جيدًا من آثار الطلاء القديم، خاصة في المباني القديمة.
  • إجراء فحص دم دوري في حال الشك بوجود التعرض للرصاص، خاصة للأطفال.

في زمن أصبحت فيه المنتجات التجارية تُسابق السوق على حساب السلامة، بات من الضروري أن نعيد النظر في أبسط تفاصيل حياتنا اليومية، مثل معجون الأسنان. فبينما نسعى للحفاظ على صحة الفم، قد نكون نعرّض أطفالنا لأخطار لا تُرى بالعين المجردة، لكنها تترك آثارًا لا تُنسى في أجسادهم الصغيرة.

تم نسخ الرابط