استخدام معجون الأسنان في نهار رمضان.. هل يؤثر على صحة الصيام؟

من بين الأسئلة التى تشغل بال الصائمين خلال شهر رمضان الكريم.. هل معجون الأسنان يبطل الصيام؟

حكم الشرع في استخدام معجون الأسنان

أجمع الفقهاء على أن مجرد تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر الصائم، لكنه قد يصبح سببًا للإفطار إذا ابتلع الصائم أي جزء منه عمدًا. وذلك لأن أي شيء يدخل إلى الجوف عن طريق الفم يعد من المفطرات إذا تم بلعه بإرادة الشخص.

ويُستدل في هذا الحكم بقياس معجون الأسنان على السواك، الذي أباحه النبي ﷺ للصائم، حيث جاء في الحديث الشريف: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة” (رواه البخاري ومسلم). ومع ذلك، هناك فرق بين السواك ومعجون الأسنان، حيث إن الأخير يحتوي على رغوة ونكهات قوية قد يكون من الصعب تجنب وصولها إلى الحلق.

الاحتياطات الواجب اتباعها عند استخدام المعجون

لكي يتجنب الصائم الوقوع في الشك، ينصح العلماء باتباع بعض الاحتياطات عند استخدام معجون الأسنان في نهار رمضان
1. تجنب استخدام كميات كبيرة من المعجون، حتى لا تزداد نسبة الرغوة.
2. الحرص على المضمضة الجيدة بالماء بعد تنظيف الأسنان، لضمان عدم بقاء أي أثر للمعجون في الفم.
3. تفضيل استخدام السواك أو الفرشاة الجافة لمن يخشى وقوع شيء من المعجون في حلقه.
4. تأجيل استخدام معجون الأسنان إلى الليل بعد الإفطار، خاصة لمن يجد صعوبة في منع بقايا المعجون من الوصول إلى حلقه.

آراء المذاهب الفقهية

تتفق المذاهب الفقهية الأربعة على أن الابتلاع العمدي لمعجون الأسنان يفسد الصيام، أما إذا اجتهد الصائم في تجنب ابتلاعه ولكنه شعر بأثر الطعم في فمه، فصيامه يبقى صحيحًا. ومع ذلك، يرى بعض الفقهاء، مثل الحنابلة، أن الأفضل اجتنابه نهارًا كإجراء احتياطي، بينما يرى الأحناف والشافعية أن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يثبت وقوع المفطر في الجوف

ما يفسد الصيام.. أفعال يجب تجنبها في نهار رمضان

يحرص المسلمون خلال شهر رمضان على أداء فريضة الصيام على أكمل وجه، لكن هناك بعض الأفعال التي قد تؤدي إلى إفساد الصيام، سواء عن عمد أو بدون قصد. وتنقسم هذه المفطرات إلى أفعال مجمع عليها من قبل العلماء، وأخرى محل خلاف بين الفقهاء.

أهم الأمور التي تفسد الصيام

1. الأكل والشرب عمدًا
• يُعتبر تناول الطعام أو شرب الماء عمدًا من المفطرات التي تُبطل الصيام بالإجماع.
• أما إذا أكل أو شرب نسيانًا أو خطأً، فصيامه صحيح، لحديث النبي ﷺ: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه” (رواه البخاري ومسلم).
2. دخول أي شيء إلى الجوف عن عمد
• يشمل ذلك ابتلاع أي مادة، سواء كانت غذائية أو غير غذائية، مثل بلع الحصى أو الورق أو العلكة التي تحتوي على مواد تُبتلع.
• لا يؤثر ما يدخل إلى الجوف عن طريق الخطأ أو بدون قصد، مثل الغبار أو الدخان غير المتعمد.
3. القيء عمدًا
• إذا تعمد الصائم إخراج القيء بيده أو بوضع شيء في فمه، فصيامه باطل.
• أما إذا غلبه القيء ولم يكن بإرادته، فصيامه صحيح، لقوله ﷺ: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقضِ” (رواه أبو داود والترمذي).
4. الجماع أو الإنزال عمدًا
• الجماع في نهار رمضان من أكبر المفطرات، ويتوجب عليه الكفارة الكبرى (صيام شهرين متتابعين أو إطعام 60 مسكينًا).
• أما الإنزال بالمباشرة أو الاستمناء عمدًا فيُبطل الصيام ويجب قضاؤه.
5. الحيض والنفاس للمرأة
• نزول دم الحيض أو النفاس ولو قبل المغرب بلحظة يُفطر المرأة، ويجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها بعد رمضان