عاجل

ما حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟.. الإفتاء تجيب

دعاء سورة يس
دعاء سورة يس

يلجأ كثير من المسلمين إلى قراءة سورة يس بنية قضاء الحوائج وتيسير الأمور، خاصة في الأوقات العصيبة، إذ تشتهر هذه السورة بين الناس بأنها "لقضاء الحاجة" و"لفرج الكرب". ولكن هل لهذا الاعتقاد أصل في الشرع؟ وما موقف دار الإفتاء والعلماء من هذا الفعل؟ وهل تُعد سورة يس وسيلة مشروعة لتحقيق الرزق أو تيسير الزواج أو غيرها من الأمور الدنيوية؟ في هذا التقرير نستعرض الحكم الشرعي لقراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات، مستندين إلى أقوال العلماء وفتاوى دار الإفتاء المصرية.
 

فضل سورة يس كما ورد في السنة النبوية

سورة يس من السور المكية التي حملت رسائل عظيمة عن الإيمان والتوحيد والبعث والنشور، وقد ورد في الحديث الشريف عن معقل بن يسار، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال:"اقرؤوا يس على موتاكم" – وهو حديث رواه أبو داود وغيره.
 

ورغم ضعف بعض الروايات التي وردت في فضل السورة، فإن العلماء أجازوا العمل بها من باب "العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال"، بشرط ألا يُخالف نصًا صحيحًا أو عقيدة.
 

ويُعرف عن سورة يس بين الناس أنها "قلب القرآن"، وهذا الوصف مأخوذ من حديث نبوي مختلف فيه، لكن الشائع أن هذه السورة تحوي من المعاني ما يرقق القلب ويقوي الإيمان ويُذكر الإنسان بمصيره، وهو ما يجعلها محببة للتلاوة وقت الشدائد.

حكم قراءة سورة يس

أجابت دار الإفتاء المصرية، بشكل واضح عن هذا السؤال في أكثر من مناسبة، حيث أكدت أن قراءة سورة يس بنية قضاء الحوائج وتيسير الأمور جائزة شرعًا، وأنه لا حرج في تخصيص قراءتها بغرض التقرب إلى الله وطلب العون منه.
 

وأضافت دار الإفتاء، أن الأصل في العبادات النية، ومن قرأ القرآن بنية أن يُفرج الله كربه أو يقضي حاجته فلا حرج عليه، بل هو مأجور بإذن الله،كما بينت الإفتاء أن قراءة القرآن عامةً، وسورة يس خاصة، تُعد من وسائل التقرب إلى الله، ومن ثم فإن طلب شيء معين من الله عقب قراءتها يدخل في باب الدعاء المشروع، طالما أن القارئ لا يعتقد أن السورة بذاتها تؤثر، بل التأثير بيد الله وحده.
 


آراء العلماء في تخصيص سورة يس 

بعض أهل العلم ذهبوا إلى أن تخصيص سورة يس لقضاء الحوائج لم يرد فيه حديث صحيح صريح، وأنه لا يُستحب الاعتقاد بأنها وسيلة أكيدة لقضاء حاجة معينة، لأن ذلك يُعد من البدع إذا رُبطت السورة بغاية معينة دون دليل شرعي، لكن جمهور العلماء أجازوا قراءتها بنيّة الحاجة، باعتبار أن القرآن كله شفاء ورحمة للمؤمنين، وأن قراءة أي سورة بنية الدعاء والتوسل إلى الله أمر جائز طالما لا يصاحبه اعتقاد بأن السورة هي المؤثرة بذاتها.

النية في قراءة القرآن ودورها 

النية الصادقة هي الأساس في العبادات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، لذلك، فإن قراءة سورة يس أو غيرها من سور القرآن، إذا كانت بنية قضاء الحاجة أو طلب الرزق أو تسهيل الزواج أو تفريج الكرب، فهي من الأمور الجائزة، والله أعلم بالنوايا ويُثيب عليها.

أفضل الأوقات لقراءة سورة يس 

رغم أن القرآن يُتلى في أي وقت، إلا أن هناك أوقاتًا يستحب فيها الدعاء والتضرع، مثل:

  • وقت السحر (الثلث الأخير من الليل)
  • ما بين الأذان والإقامة
  • بعد الصلاة
  • في يوم الجمعة

تكرار قراءة سورة يس في هذه الأوقات مع الدعاء الصادق يُعزز روحانية المسلم ويقوي يقينه في الله.

دعاء بعد قراءة سورة يس لقضاء الحاجة

بعد الانتهاء من قراءة السورة، يُستحب الدعاء بما يشاء الإنسان من حاجات، مثل:
"اللهم إني قرأت من كلامك ما تُيسر به أمري، وتشرح به صدري، وتقضي به حاجتي، فاستجب لي يا أرحم الراحمين"
فالدعاء بعد قراءة القرآن يكون أقرب للقبول، كما قال العلماء.

تم نسخ الرابط