عاجل

حمدالله الصفتي لـ نيوز رووم: كرامات الأولياء دليل قرب ومحبة من الله

حمد الله الصفتي عضو
حمد الله الصفتي عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر

قال حمد الله الصفتي عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن الناس متفاوتون في قربهم من المولى تبارك وتعالى، على حسب توجه قلوبهم إلى محبته ومرضاته، والقلوب ميزان الأبدان، فإذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.

حمد الله الصفتي: قد يعيش الولي ويموت مغمورًا دون أن يعرف الناس عنه شيئا

ولفت في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: «إذا عرفنا أن القرب إذا زاد فوصل إلى الغاية، يسمى صاحبه «وليا»، تمييزا له عن غيره ممن ينزل عنه في درجة القرب والمحبة، ولذا رأينا العرب تطلق اسم «الولي» قبل الإسلام على: القريب والمحب والصديق والنصير والمولى والمالك والعبد والمعتِق والمعتَق والصاحب والجار والحليف والمنعِم والمنعم عليه ... إلى آخر ذلك من درجات القرب والمحبة».

واستطرد «الصفتي»: لكن الإسلام اصطفى كلمة «الولي» للدلالة على مكانة أسمى ومنزلة أرفع من المعاملة مع الله تعالى، لتطلق على أولئك الصنف من البشر الذين آثروا الله تعالى على كل شيء، فجعلوه مقصودهم وغايتهم، بل إن الإمام السراج صاحب «اللمع» يذهب إلى أن «خاصة أهل الله»، وصف ينطبق أولًا على الأنبياء الذين اختصهم الله بالوحي والرسالة والعصمة من الزلل، وينطبق ثانيًا على الأولياء الذين اختصهم بصدق الورع والتعلق بالحقائق، فكأن الولاية — بهذا المعنى — امتدادًا للنبوة وأنوارها في الناس.

وبين أن الولاية في الإسلام مرتبة لا تكتسب بالأعمال والمجاهدات وحدها، وإنما هي منحة إلهية يمنحها الله من يشاء من عباده، فالولاية «نور» يقذفه الله في قلب العبد، وبه يعرف العبد ربه حق المعرفة، ويعبر الحسين بن منصور الحلاج عن هذا المعنى فيقول: «لولا تعرفه لك ما عرفته»، موضحًا: «قد يكون الولي على حظ كبيرٍ من العبادة والزهد والمعرفة، وقد لا يكون، ولكن صفة واحدة يجب أن يتصف بها وهي اشتغاله بالله وحده وفنائه فيه، ولذا قد يعيش الولي ويموت مغمورًا دون أن يعرف الناس عنه شيئا».

تجليات الولاية

وأوضح عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر : لكن أهم تجليات الولاية على العبد: أن الولي شخص يؤيده الله وينصره، وقد قال الله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62]، وقال المولى تعالى في الحديث القدسي: «من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب» [رواه البخاري]، وربما ظهر هذا التأييد والإكرام في مظاهر شتى، أخصها «الكرامات»، التي تتأيد بها ولايته وتعرف بها منزلته.

وقد أشار القرآن إلى ظهور هذه الكرامات وخوارق العادات على يد من اختصهم الله بالولاية، ودونك ما جاء في قصة مريم عليها السلام: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]، وقال تعالى عن مريم عليها السلام: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [مريم: 25]، ولم يكن الوقت وقت ظهور التمر ولا أوان نضجه.

ويضيف: يعرف أهل السنة الكرامة بأنها فعل خارق للعادة، غير مقرون بدعوى النبوة، يظهره الله تعالى على يد عبد ظاهر الصلاح، تأييدا ونصرة له، لافتًا إلى أن الكرامة ليست استدعاء من الولي، فلا تظهر برغبته وقدرته، ولا دخل له فيها ولا يد، وإنما هي منحة إلهية يظهرها الله تعالى وقتما يشاء، من باب الإكرام لمن تقع على يديه من أوليائه.

وشدد على أن الصوفية رضي الله عنهم لا يعبأون بالكرامات، ولا يهتمون بها، ولا يطلبون التكثر منها، ولا يرغبون في إشاعتها وذيوعها، بل تراهم يستحون من إظهارها إلى حد المبالغة في الإخفاء والتستر، بل جاء عنهم: «الاستقامة خير من الكرامة»، ولهذا السبب سوف نرى بعض كبار الصوفية رضي الله عنهم، وهو الشيخ الأكبر، سيدي محيي الدين بن العربي، يعول دائما على نوع خاص من الكرامات، هو الكرامة الأخلاقية، وليس محض الخوارق العادية، فتراه يذكر من كرامات شيوخه ما له علاقة بالسلوك والعمل والعبادة، وليس مجرد طي المكان والزمان وقلب حقائق الأشياء.

تم نسخ الرابط