عباس يطالب حماس بإنهاء سيطرتها على غزة وتسليم سلاحها

في خطاب ناري ألقاه خلال افتتاح جلسة المجلس المركزي الفلسطيني، اليوم الأربعاء، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة "حماس" إلى إنهاء سيطرتها على قطاع غزة، وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، والتحول إلى حزب سياسي يعمل ضمن الإطار الوطني، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيداً جديداً في مسار الخلاف الداخلي الفلسطيني المستمر منذ أكثر من 17 عاماً.
وقال عباس، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: "كل يوم هناك قتلى، لماذا؟ حماس وفّرت للاحتلال المُجرم ذرائع لتنفيذ جرائمه في قطاع غزة، وأبرزها حجز الرهائن".
وناشد الحركة قائلاً: "سلموهم"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ تصعيد أكتوبر 2023.
واعتبر عباس أن استمرار حماس في احتجاز الرهائن يمنح إسرائيل المبرر لمواصلة قصفها المدمر على القطاع، مؤكداً أن "الذي يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني وليس إسرائيل".
يأتي هذا التصريح بينما تعقد جلسات المجلس المركزي يومياً في مقر الرئاسة برام الله، وسط مقاطعة فصائل بارزة، أبرزها "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى جانب حركة المبادرة الوطنية، ما يعكس حالة التصدع السياسي داخل الساحة الفلسطينية.

مخيمات اللاجئين في قلب المواجهة
الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحماس لم يقتصر على التصريحات، بل تجلّى في حملات أمنية متكررة شنتها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.
وقد اتهمت منظمات حقوقية، وكذلك قيادات في حماس، السلطة بشن اعتقالات سياسية طالت نشطاء ومؤيدين للحركة، في محاولة لتقويض نفوذها الشعبي.
ويعتبر مراقبون أن هذه الحملات ساهمت في تعميق فجوة الثقة بين الحركتين، وأدت إلى توترات داخلية تهدد بإشعال احتجاجات، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية في المخيمات، وتراجع الدعم الإنساني.
وتتهم حماس السلطة بتقويض جهود المقاومة ضد الاحتلال عبر التنسيق الأمني مع إسرائيل، فيما ترد السلطة بأن حماس تُعطل الوحدة الوطنية من خلال تمسكها بالحكم الأحادي في غزة، ورفضها الاعتراف بشرعية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
انقسام ومواجهة..مستقبل غامض للقضية الفلسطينية
في ظل استمرار الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، يغيب المشروع الوطني الموحد القادر على مواجهة التحديات المتصاعدة، سواء على صعيد العدوان الإسرائيلي المتواصل أو على صعيد إعادة إعمار غزة.
وبينما يستمر تبادل الاتهامات، يجد الشعب الفلسطيني نفسه بين مطرقة الاحتلال وسندان الانقسام، وسط تساؤلات عن مستقبل المصالحة الوطنية، وجدوى مؤسسات الحكم التي تفتقد التوافق والتمثيل الحقيقي لكل أطياف الشعب الفلسطيني.
