رئيس الوزراء يقترح تطبيق نظام البكالوريا اختياريا مع الثانوية العامة... والخبراء يحذرون

حالة من الجدل أثيرت مؤخرا بين أوساط التربويين بعد أن أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء عن التفكير في تطبيق نظام البكالوريا بشكل اختياري خلال فترة انتقالية مع استمرار تطبيق نظام الثانوية العامة الحالي لمن يريد استكمال الدراسة به

فمن جانبه ، قال الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة ، المشكلة بالطبع لا تكمن فقط في كون البكالوريا ستكون نظاما جديدا ولكن المشكلة في تنفيذ ذلك على أرض الواقع ، فعلى أرض الواقع توجد مدارس خاصة مستقلة بذاتها وتوجد مدارس للمتفوقين مستقلة بذاتها فهل سيتم تخصيص مدارس للبكالوريا الجديدة مستقلة بذاتها أم سيتم تخصيص فصول ؟ وماذا لو كان عدد الطلاب الذين قاموا باختيار الدراسة بنظام البكالوريا لا يتجاوز خمسة طلاب وأين المعلمون الذين يمكن الاستعانة بهم لتدريس مقررات مختلفة ومناهج مختلفة لطلاب الثانوية القديمة والبكالوريا ؟

تعديلات جوهرية في نظام التنسيق
وأضاف الدكتور عاصم حجازي : الفكرة نظريا ممكنة ولكنها عمليا غير ممكنة لوجود اختلافات كبيرة بين النظامين ، وتعديلات جوهرية مطلوب إدخالها على نظام التنسيق ، وعدم وجود عدد كاف من المعلمين ولا عدد كاف من الفصول لاستيعاب كل هذه التقسيمات والتفريعات الجديدة.
واستكمل الدكتور عاصم حجازي تصريحاته قائلا : على فرض أن البكالوريا تتمتع بمميزات لا مثيل لها وأنها أكثر فائدة للطلاب من الثانوية التقليدية ، وأنها تقضي على مشكلات الثانوية العامة التقليدية ، فهل يعني ذلك أن يتم طرحها اختياريا أم أنه من المفترض إذا كانت تتمتع بمميزات أعلى وتعالج المشكلات أن يتم طرحها كنظام وحيد للثانوية العامة؟ ، وعلى الجانب الآخر إذا كانت تنظوي على سلبيات خطيرة وهي بالفعل كذلك فهل نسمح للطلاب باختيارها كنظام يحدد مستقبلهم قبل معالجتها بشكل جيد والتخلص من سلبياتها.

تفتيت النظام التعليمي
وحذر الدكتور عاصم حجازي من أن كثرة التفريعات والنظم تؤدي إلى تفتيت النظام التعليمي وجعله نظاما غير متماسك وهشا وترهق وزارة التربية والتعليم والمعلمين خاصة في ظل وجود عجز كبير في أعداد المعلمين والفصول والمدارس ، وقال حجازي : ينبغي استكمال دراسة مقترح البكالوريا ومعالجة جميع جوانبه وبعد الوصول لصياغة مرضية ولا تتعارض مع الأسس التربوية يتم تحديد مدى زمني لانطلاق النظام الجديد كنظام وحيد للثانوية العامة يلتحق به جميع الطلاب.
من جانبه قال الخبير التربوي الدكتور محمد كمال، أستاذ الفلسفة المساعد بجامعة القاهرة، أن تطبيق نظامي البكالوريا والثانوية العامة في نفس الوقت صعب للغاية، فالوزارة تعاني في تطبيق نظام واحد فما بالنا بنظامين ؟
وأضاف الدكتور محمد كمال : في حالة تطبيق النظامين معا ، ستحدث أزمة في التنسيق فعلي أي أساس سيتم تحديد نسب لكل نظام في دخول الجامعات ، واذا كان ذلك مطبق حاليا بالنسبة لأبناء المصريين بالخارج، أو لطلاب مدارس المتفوقين ، فذلك لأن أعدادهم محدودة كما أنها تتزايد وتقل بنسبة بسيطة، عكس تطبيق البكالوريا والثانوية العامة حيث يمكن أن تختلف نسبة الطلاب في كل نظام بشكل كبير جدا من عام لآخر وبالتالي يصعب إن لم يستحيل تحديد نسبة مسبقا لطلاب كل نظام في دخول الجامعات.
وعبر الدكتور محمد كمال عن تعجبه من الإصرار على التعجل في تجربة نظام البكالوريا ، مشددا على أهمية أن يتم يتم دراسة الأمر بشكل كامل أولا والإستماع لآراء المختصين بشكل حقيقي ، فهناك تحفظات جوهرية على النظام المقترح ، والأفضل أن يتأخر تطبيق نظام البكالوريا عام أو عامين ثم نضع نظام يستمر لعقود على أن نتعجل ونضع نظام يتغير بعد عام أو عامين مثل كل مرة.
ومن جانبه قال الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي والاستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس : . لا توجد دولة في العالم يوجد بها نظامان تعليميان حكوميان لنفس الشهادة، وإذا تم تطبيق نظام جديد بلائحة جديدة فيتم تطبيقه على جميع الطلاب بلا استثناء وليس بشكل اختياري
تغيير قواعد القبول بالجامعات
وأضاف الدكتور تامر شوقي : إن تطبيق نظامين تعليمين مختلفين يعنى ضرورة تغيير قواعد القبول بالجامعات وهذا شيء صعب حدوثه ، كما أن تطبيق نظامين تعليمين سيثير ربكة في المدارس بل وفي الوزارة نفسها، وسيولد الكثير من الأخطاء الادارية والاجرائية فكيف سيتم توفير عدد كاف للمعلمين في كلا النظامين مع استحداث الكثير من المقررات الدراسية في نظام البكالوريا؟
وحذر الدكتور تامر شوقي من أن تطبيق نظامين للثانوية العامة في وقت واحد ، يعنى إثارة مشكلات في مواعيد الامتحانات وتنظيمها بين النظامين، مؤكدا أن وجود امتحانآت مختلفة في نظامين تعليمين مختلفين يؤهلان لنفس الكليات يخل بمبدأ تكافؤ الفرص، اذ لا بد أن تكون الامتحانات موحدة لجميع الطلاب وتكون المفاضلة في الالتحاق بالجامعات لمن يحصل على مجموع أعلى في نفس الامتحانات وليس في امتحانات مختلفة
كما أوضح الدكتور تامر شوقي ان اختلاف الخلفيات التعليمية للطلاب الملتحقين بنفس التخصص والكلية سيخلق تقاوتا معرفيا كبيرا بين الطلاب