عاجل

مستقبل الصحة العالمية.. هل تستطيع المنظمة الصمود أمام أزمة التمويل ؟

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس الثلاثاء، عن خفض كبير في الوظائف والعمليات داخل المنظمة، بعد توقف التمويل الأمريكي، مما ترك فجوة في الميزانية بمئات الملايين من الدولارات.

وقال تيدروس في خطاب أمام الدول الأعضاء: "الانخفاض المفاجئ في الدخل تركنا أمام فجوة كبيرة في الرواتب، ولم يعد أمامنا خيار سوى تقليص حجم عملنا والقوى العاملة لدينا".

أزمة التمويل الأمريكي وتأثيرها على المنظمة

كانت منظمة الصحة العالمية تستعد لانسحاب الولايات المتحدة الكامل من تمويلها، وهو ما كان مقررًا في يناير 2026، بعد أن أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع مستحقاتها لعامي 2024 و2025.

وساهمت الولايات المتحدة في السابق بمبلغ 1.3 مليار دولار في ميزانية منظمة الصحة لعامي 2022-2023، معظمها من خلال مساهمات طوعية لمشاريع محددة بدلاً من رسوم عضوية ثابتة. 

لكن عدم دفع واشنطن مستحقاتها للعامين المقبلين دفع المنظمة إلى إعادة هيكلة عملياتها، وهو ما عرضه تيدروس في اجتماع مع الموظفين والدول الأعضاء.

تأثير التخفيضات على الموظفين والمكاتب الإقليمية

وأوضح تيدروس أن المنظمة تواجه فجوة في رواتب الموظفين تقدر ما بين 560 و650 مليون دولار للعامين 2026-2027، مشيرًا إلى أن هذا الرقم يمثل حوالي 25% من تكاليف الموظفين. 

وأضاف أن هذا لا يعني بالضرورة خفضًا بنسبة 25% في عدد الوظائف، لكنه أكد أن المنظمة ستودع عددًا كبيرًا من الزملاء بطريقة "إنسانية".

وكشف المسؤول أن أكبر التأثيرات ستتركز في المقر الرئيسي للمنظمة في جنيف، حيث سيتم خفض عدد كبار المسؤولين من 12 إلى 7، وتقليص عدد الأقسام من 76 إلى 34.

كما أشار إلى أن المكاتب الإقليمية ستتأثر بدرجات متفاوتة، مع إمكانية إغلاق بعض المكاتب في الدول الغنية.

وقال تيدروس: "هذه قرارات مؤلمة لنا جميعًا"، مشددًا على أن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ لولا زيادة رسوم العضوية التي وافقت عليها الدول الأعضاء في 2022، مما قلل اعتماد المنظمة على المساهمات الطوعية غير المضمونة.

تحول استراتيجي نحو دعم الاستقلال الذاتي للدول النامية

أكد مدير منظمة الصحة العالمية أن الإدارة الأمريكية قررت تفكيك وكالة المساعدات الأمريكية USAID وتجميد معظم الدعم، بما في ذلك المشاريع الصحية الدولية، وهو ما أدى إلى تأثيرات شديدة على الدول النامية.

وأضاف أن المنظمة ستعيد تركيز جهودها على مساعدة الدول على الانتقال من الاعتماد على المساعدات إلى تعزيز الاستقلالية الصحية، في محاولة للتعامل مع التحديات المالية المتزايدة.

ومع استمرار الضغوط المالية، تواجه منظمة الصحة العالمية تحديات كبيرة في الحفاظ على عملياتها الأساسية، وسط مطالبات بزيادة دعم الدول الأعضاء لضمان استمرار البرامج الصحية الدولية.

تم نسخ الرابط