دبلوماسي فلسطيني سابق: حماس تسعى لدعم تركي قبل تنازلها عن حكم غزة|فيديو

أكد الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يواصل سياساته العدوانية تجاه الفلسطينيين، مؤكدًا أنه يتلاعب بأوراق المفاوضات في محاولة لكسب الوقت وإرضاء التحالف اليميني المتطرف داخل إسرائيل، فيما يواصل في الوقت ذاته العمل على تفكيك المجتمع الفلسطيني واستهداف المدنيين في قطاع غزة.
وخلال تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال مقدمة برنامج «منتصف النهار» على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أكد جبر وجود تحركات دبلوماسية ومفاوضات تجري في الكواليس لمحاولة تهدئة الأوضاع. وأوضح أن الأيام القليلة الماضية شهدت تحركًا جديدًا في مسار المفاوضات بقيادة القاهرة والدوحة، بمشاركة أمريكية، وبتدخل غير مباشر من كل من تركيا وفرنسا.
الدور التركي
وأشار إلى أن دخول تركيا جاء بناء على طلب من حركة حماس، التي ترغب في دور تركي يمنحها دعمًا معنويًا قبل الإعلان عن تنازلها عن الحكم في قطاع غزة.
وأفاد جبر أن فرنسا، رغم تاريخها في دعم إسرائيل، بدأت تعبر عن قلقها الواضح إزاء ما يجري في غزة، وتحاول التحرك تحت شعار "نريد السلام"، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية.
وحذر، من أن التحركات الإسرائيلية تتجه نحو مخطط خطير لتقسيم قطاع غزة إلى شطرين، شمالي وجنوبي، في إطار سيطرة كاملة على مدينة غزة، وسط خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، أبرزها ما حدث مؤخرًا بين وزير الخارجية كاتس ورئيس الأركان بشأن آلية السيطرة.
ومن ناحية أخرى، كشف الخبير الاستراتيجي خليل التفكجي، عن تناقضات كبيرة داخل الكيان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن تصريحات قادة جيش الاحتلال تتعارض مع الحقائق الميدانية، خاصة بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب على غزة دون تحقيق أي أهداف استراتيجية.
وأكد التفكجي خلال مداخلة هاتفية لقناة " القاهرة الإخبارية "أن الخسائر السياسية والعسكرية والاقتصادية تكشف فشل المشروع الإسرائيلي، فيما تتصاعد المعارضة الداخلية ضد حكومة نتنياهو.
وأوضح أن القيادة الإسرائيلية تحاول تبرير استمرار الحرب عبر ادعاءات زائفة، مثل العثور على أنفاق أو إمكانية القضاء على حماس، مؤكدًا أن الأخيرة تمثل جزءًا أصيلًا من الحركة الوطنية الفلسطينية ولا يمكن اقتلاعها عسكريًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى إلى تضليل المجتمع الإسرائيلي عبر سرديات غير صحيحة، بينما الواقع يكشف استحالة السيطرة على غزة أو تحقيق "النصر المطلق".
انقسامات داخل الكيان الإسرائيلي
وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن هناك انقسامات عميقة داخل الكيان الإسرائيلي قد تؤدي إلى حرب أهلية، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات ورفض الجنود الاستمرار في الحرب، مشيرًا إلى أن تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار، مثل رئيس الشاباك، تؤكد أن نتنياهو يقود البلاد إلى الهاوية، مشيرًا إلى اتهامات مباشرة له بـ"قتل المعارضة" كما حدث مع رابين عام 1995.
وأكد أن نتنياهو يواصل الحرب ليس لأهداف سياسية أو عسكرية، بل هربًا من محاكمات الفساد والمحاسبة القانونية، موضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتمد على حكومة يمينية متطرفة تهدد بالانسحاب في حال قبول أي اتفاق لوقف إطلاق النار، مما يجعله رهينة لتحالفاته السياسية.
الضغط الدولي
ورأى الخبير أن الضغط الدولي، خاصة من الولايات المتحدة، هو العامل الوحيد القادر على إجبار إسرائيل على وقف الحرب، مشيرًا إلى أن واشنطن تواصل دعم الاحتلال عسكريًا وسياسيًا في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية هو الذي يعيق تحقيق أهداف الاحتلال، مما يدفع الكيان الإسرائيلي إلى مزيد من العزلة الدولية.
واختتم خليل التفكجي، بالقول إن المشروع الصهيوني يتجه إلى "مزبلة التاريخ"، معتبرًا أن استمرار الحرب سيسرع انهيار إسرائيل من الداخل، بينما يدفع نتنياهو ثمن فشله السياسي والأخلاقي، متوقعًا أن ينتهي الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي إلى السجن، كما حدث مع قادة سابقين، بينما يبقى الشعب الفلسطيني صامدًا في أرضه.