استخدام السجائر التقليدية والإلكترونية معًا.. دراسة تكشف تأثير التدخين المزدوج
أكدت الجمعية الأميركية للسرطان أن الاعتماد على التدخين الإلكتروني مع استمرار استخدام السجائر التقليدية ليس خيارًا صحيًا، داعية المدخنين إلى إعادة النظر في تصوراتهم حول هذا الأمر.
وأوضحت د. كريستينا أنونزياتا، عضو الجمعية، أن الهدف الصحي الأمثل يتمثل في التوقف التام عن التدخين بجميع أشكاله، سواء التقليدي أو الإلكتروني، لتحقيق "صفر تدخين" و"صفر استخدام للتبغ".
نتائج الدراسة: لا فائدة من الجمع بين السجائر التقليدية والإلكترونية
كشفت دراسة جديدة أُجريت على 2600 مدخن بالغ حول تأثير الاستخدام المزدوج للسجائر التقليدية والإلكترونية، حيث قارن الباحثون هؤلاء المدخنين مع أفراد يستخدمون نوعًا واحدًا من السجائر فقط. وجاءت النتائج مفاجئة، حيث أظهرت أن الأشخاص الذين يدخنون كلا النوعين يتعرضون لنفس كمية النيكوتين والسموم الضارة كما لو كانوا يستخدمون السجائر التقليدية فقط، مما ينفي الاعتقاد السائد بأن السجائر الإلكترونية قد تخفف من أضرار التدخين.
وأكدت د. كريستينا أن العامل الأكثر أهمية في تحديد مستوى التعرض للمواد الضارة هو عدد السجائر التي يتم تدخينها يوميًا، بغض النظر عن نوعها، حيث أن زيادة عدد السجائر تؤدي إلى ارتفاع نسبة السموم في الجسم، ما يعزز مخاطر التعرض للأمراض المزمنة.
مخاطر صحية مرتبطة بالاستخدام المزدوج
أظهرت الدراسة أن التعرض للمواد السامة المرتبطة بالتبغ يرافقه مخاطر صحية خطيرة، تشمل:
ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الرئة.
أمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن تراكم المواد الكيميائية الضارة في الجسم.
مشكلات في الإنجاب والنمو بسبب التأثير السلبي للمواد السامة على أجهزة الجسم المختلفة.
أضرار تنفسية حادة قد تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية وأمراض الرئة.
وحذر الباحثون المدخنين من الاعتقاد بأن الدمج بين التدخين الإلكتروني والتقليدي قد يقلل من المخاطر، مشددين على أن الاستخدام المزدوج ليس خيارًا آمنًا، بل يزيد من التعرض للمواد الضارة.
كيفية تجنب المخاطر الصحية؟
أوضحت د. كريستينا أنونزياتا أن أفضل طريقة لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين هي تقليل عدد السجائر المستهلكة يوميًا، بغض النظر عن نوعها، مؤكدة أن الإقلاع التدريجي عن التدخين هو الحل الأكثر فعالية لحماية الصحة العامة.
التأثير الاقتصادي على صناعة التبغ
في سياق متصل، تصاعد الضغط السياسي على الشركات المصنعة للسجائر الإلكترونية بسبب الجدل المستمر حول تأثيراتها الصحية، حيث تواجه هذه الشركات قيودًا متزايدة على التسويق والتوزيع في العديد من الدول، في محاولة للحد من انتشار هذه المنتجات بين الشباب.
الموقف الدولي من التدخين الإلكتروني
في ظل المخاوف الصحية المتزايدة، أصدرت عدة دول أوروبية قرارات تحد من بيع السجائر الإلكترونية، بينما تواصل الولايات المتحدة مراقبة تأثيرها على الصحة العامة من خلال أبحاث متعددة تهدف إلى إيجاد سياسات أكثر صرامة تجاه المنتجات البديلة للتبغ.
هل التدخين الإلكتروني بديل آمن؟
رغم أن السجائر الإلكترونية تم تسويقها كبديل أكثر أمانًا للتدخين التقليدي، إلا أن هذه الدراسة تثير المزيد من التساؤلات حول مدى أمانها الحقيقي.
ومع استمرار الأبحاث حول التأثيرات الصحية طويلة الأمد لهذه المنتجات، يتفق الخبراء على أن الإقلاع عن التدخين تمامًا هو الخيار الأفضل لضمان صحة جيدة وتجنب الأمراض المرتبطة بالتبغ.
يؤكد التقرير أن التوقف عن التدخين بالكامل، سواء التقليدي أو الإلكتروني، هو الحل المثالي لتجنب المخاطر الصحية، مشددًا على أن الاستخدام المزدوج للسجائر ليس خيارًا آمنًا كما كان يُعتقد سابقًا.
ويوصي الخبراء باتخاذ خطوات جادة نحو تقليل عدد السجائر اليومية، وزيادة الوعي بأضرار التدخين بجميع أشكاله، للوصول إلى مجتمع أكثر صحة وخالٍ من التبغ.
