بعد دعوة السيسي للاقتداء به.. رحلة الإمام السيوطي في سجل التاريخ

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية الاقتداء بالإمام جلال الدين السيوطي خلال مشاركته في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، مشيدًا بإسهاماته العلمية الاستثنائية، حيث ألّف 1164 كتابًا خلال حياته، مما جعله أحد أبرز علماء الإسلام في التاريخ.

من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟ 

الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (1445-1505م) كان إمامًا حافظًا، مفسرًا، مؤرخًا، وأديبًا، كما كان فقيهًا شافعيًا واسع العلم، حيث ترك إرثًا علميًا ضخمًا تجاوز 600 مؤلف في مختلف العلوم الإسلامية.

 نشأ في القاهرة يتيمًا بعد وفاة والده، وكرّس حياته للعلم والتأليف، حتى اعتزل الناس في روضة المقياس على النيل، حيث ألف معظم كتبه.

إسهاماته العلمية

 كان السيوطي موسوعي الثقافة، إذ برع في التفسير، الحديث، الفقه، النحو، المعاني، البيان، والبديع، إلى جانب أصول الفقه والقراءات. من أبرز مؤلفاته:

الإتقان في علوم القرآن

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

تاريخ الخلفاء

الأشباه والنظائر في النحو

الحاوي للفتاوى

منهجه في طلب العلم

 اتبع السيوطي منهجًا فريدًا في التعلم، حيث كان يختار شيخًا واحدًا يلازمه حتى وفاته، ثم ينتقل إلى غيره. 

وكان من أبرز شيوخه محيي الدين الكافيجي، الذي لازمه 14 عامًا، وأخذ عنه أغلب علومه في التفسير والأصول والعربية.

مكانته العلمية وتأثيره

يُعد السيوطي أحد أعمدة الفكر الإسلامي في القرن التاسع الهجري، حيث أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفات شاملة في مختلف العلوم.

كما كان له شيوخ من النساء، مثل آسية بنت جار الله الطبري وأم هانئ بنت الحافظ المكي، مما يعكس انفتاحه على مصادر العلم المتنوعة.

في سنواته الأخيرة، قرر السيوطي اعتزال الحياة العامة والتفرغ للعبادة والتأليف، حتى وفاته في القاهرة عام 1505م، تاركًا إرثًا علميًا خالدًا.

وكان الرئيس السيسي قد دعا الأئمة لأن يكونوا حٌماة الحرية، متمنيًا التوفيق للأئمة ولكل الناس في مصر أن يكونوا على قلب رجل واحد، ليس فقط على المستوى الديني، متابعًا: «عندنا مساجد كتيرة جدًا، وفي نفس التوقيت حجم قليل من المدارس، وكان أيام النبي عليه الصلاة والسلام، تستخدم المساجد لكل شؤون الدنيا، ولهذا يجب التعليم في المساجد لشؤون الدنيا، ومن المهم إعداد خطبة جيدة يتفهمها الناس».