العدالة تنتصر لـ عروس المنيا.. تأييد الإعدام على قاتل الشابة "منة الله"
أسدلت محكمة جنايات العدوة الاستئنافية اليوم الستار على قضية هزت الرأي العام في محافظة المنيا، والمعروفة إعلاميًا بـ "عروس المنيا"، حيث قضت المحكمة بتأييد حكم الإعدام الصادر بحق المتهم "علي. ع. م"، العامل البالغ من العمر 29 عامًا، وذلك لارتكابه جريمة قتل الشابة "منة الله. ر. م" عمدًا مع سبق الإصرار.
جاء قرار المحكمة بعد مراجعة دقيقة لأوراق القضية وكافة الإجراءات القانونية التي اتخذت منذ اللحظة الأولى للبلاغ، والتأكد من سلامة الحكم الابتدائي الصادر بإعدام المتهم، ليتحقق بذلك القصاص العادل لروح الشابة التي راحت ضحية جريمة بشعة هزت قلوب أهالي المنيا.
تفاصيل الجريمة البشعة
تعود تفاصيل الواقعة المأساوية إلى الرابع عشر من مايو عام 2024، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا، بقيادة اللواء مجدي سالم مدير الأمن آنذاك، بلاغًا من أسرة المجني عليها "منة الله"، والتي كانت تعمل محصلة بأحد البنوك، يفيد بتغيبها عن منزلها بشكل مفاجئ ومثير للقلق.
وبعد مرور 24 ساعة من البحث والتحري، ورد بلاغ آخر من أهالي قرية الشيخ عطا التابعة لمركز بني مزار، يفيد بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية في منطقة المقابر، وكانت الجثة تحمل آثار حروق متفرقة في محاولة لطمس معالمها.
وبتكثيف التحريات والجهود الأمنية، تحت إشراف العميد حاتم ربيع مدير مباحث المديرية، تمكنت الأجهزة الأمنية من التوصل إلى هوية الجثة والقبض على الجاني "علي. ع. م"، الذي تبين أنه يقيم بمركز بني مزار، وخلال التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، كشفت تفاصيل الجريمة المروعة.
تبين أن المتهم استدرج الضحية "منة الله" بحجة مساعدته في إنهاء إجراءات قرض من الشركة التي تعمل بها، مستغلًا ثقتها فيه، ثم اصطحبها على متن دراجته النارية إلى منطقة المقابر بقرية الشيخ عطا، مدعيًا رغبته في زيارة أحد المتوفين.
وفي مكان خالٍ من المارة، أوهمها بالدخول إلى المقابر لإبعادها عن الأنظار، وهناك اعتدى عليها بوحشية وقام بقتلها عمدًا، حيث ضربها بحجر على رأسها حتى فقدت الوعي. ولم يكتفِ الجاني بذلك، بل ألقى بجسدها في إحدى الجبانات التي تحتوي على أشجار يابسة، وأشعل النيران في الجثة في محاولة يائسة لإخفاء جريمته الشنعاء وطمس أي دليل قد يقود إليه.
الطب الشرعي يكشف الدافع
أكد تقرير الطب الشرعي الذي تم تقديمه للنيابة العامة والمحكمة أن الحروق التي تعرضت لها المجني عليها كانت سببًا رئيسيًا في وفاتها، كما كشفت التحقيقات أن الدافع وراء هذه الجريمة البشعة كان السرقة، حيث كان المتهم يهدف إلى سلب ما بحوزة الضحية من أموال.
العدالة تتحقق والإعدام جزاء القتل العمد
بصدور حكم محكمة جنايات العدوة الاستئنافية اليوم بتأييد حكم الإعدام، تطوي صفحة مؤلمة في تاريخ محافظة المنيا، وتحقق العدالة لروح الشابة "منة الله" التي راحت ضحية غدر وخيانة، ويُعد هذا الحكم رسالة واضحة وقوية لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة، بأن العدالة ستطاله مهما طال الزمن.
وقد استقبل أهالي المجني عليها وقاطنو محافظة المنيا خبر تأييد حكم الإعدام بارتياح كبير، معتبرين إياه انتصارًا للحق وقصاصًا عادلًا لروح الفقيدة التي فقدت حياتها في ظروف مأساوية.
